مواسم الصمت .. قصيدة بقلم/ محمد رضوان

صمت مُطبق

يجثم فوق صدر مدينتي

يكتم أنفاس الوقت

يوثق يديه

غير مسموح بآخر انتفاضة ما قبيل الاختناق

أو صرخة استغاثة

لعابر أصمّ..

صمت مُربك

ينهك جسد القصيدة الهزيل

فلا يبدو 

في المدى القريب بديل..

صمت مُشاغب

كطفل منبوذ

يلقي الحجارة على القطط النحيلة 

في طرقات الشتاء الموحلة..

صمت كاذب

كراهب

مقيم في كنيسته المعلقة بعنق الجبل

يقيم في صدري ذاك الوادع المتبتّل

و في الليل 

يعربد على شرف الذكريات

و ينهز كؤوس الحنين 

حتى يسقط مغشيّاً عليه من الشوق..

صمت مُحرق

جذوة عنيدة في قلب الصقيع

لا النار تذيبه 

و لا الصقيع يطفئها 

صمت محتال

كما القمر

ضوء فضيّ 

و من وراء الضوء ظلام و تراب..

و يبقى الصمت رفيقاً أنيقاً

زورقاً يحمل ما تبقى منّي

يعتلي هذا العُباب الهائل

يضمن لي ألا أغرق

على وعد بمرفأ آمن

أو نبقى معاً 

حتى تغدو غضبة البحر 

و تتراءى الشطئان….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى