توجهات السياسة الخارجية للرئيس السيسي: بين تعزيز الشراكات الإقليمية ودور مصر العالمي

“توجهات السياسة الخارجية للرئيس السيسي: بين تعزيز الشراكات الإقليمية ودور مصر العالمي”
بقلم: دلال ندا
منذ توليه منصب الرئاسة في مصر عام 2014، اتبع الرئيس عبد الفتاح السيسي سياسة خارجية متعددة الأبعاد تستند إلى حماية الأمن القومي المصري، تعزيز العلاقات الدولية، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية. تعتمد سياسة السيسي الخارجية بشكل كبير على محاور الأمن الإقليمي، مكافحة الإرهاب، استعادة الدور المصري في القارة الإفريقية، وتوسيع التعاون مع القوى الكبرى على الساحة العالمية.
1. حماية الأمن القومي المصري ومكافحة الإرهاب
يعتبر الأمن القومي المصري محورًا أساسيًا في سياسة السيسي الخارجية. في هذا السياق، عملت مصر على تعزيز علاقاتها مع الدول الإقليمية والدولية في جهود مشتركة لمكافحة الإرهاب. لعبت مصر دورًا رئيسيًا في مكافحة التنظيمات المتطرفة، لا سيما تنظيم “داعش” في الشرق الأوسط، وساهمت في دعم العمليات الدولية والإقليمية ضد الإرهاب في ليبيا وسيناء.
2. العلاقات مع الدول العربية
عمل الرئيس السيسي على تعزيز العلاقات مع الدول العربية، وخاصة الخليجية. العلاقة مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تمثل حجر الزاوية في السياسة الخارجية لمصر، حيث يشكل التعاون الاقتصادي والأمني بين هذه الدول ركيزة مهمة لدعم استقرار المنطقة. لعبت مصر دورًا محوريًا في الأزمات الإقليمية، مثل الحرب في اليمن والصراع السوري، ودعمت الحلول السلمية والسياسية لهذه الأزمات بما يحقق استقرار المنطقة.
3. عودة مصر إلى إفريقيا
سعى الرئيس السيسي منذ بداية حكمه إلى استعادة الدور الريادي لمصر في إفريقيا، الذي تراجع في العقود السابقة. تمثلت إحدى أهم خطوات هذه السياسة في رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي في عام 2019، حيث ركز السيسي على قضايا التنمية والبنية التحتية ومحاربة الإرهاب في القارة. كما سعت مصر إلى تعزيز علاقاتها مع دول حوض النيل، وخاصة فيما يتعلق بقضية سد النهضة الإثيوبي، حيث تواصل مصر العمل على ضمان حقوقها المائية عبر الحوار والدبلوماسية الدولية.
4. العلاقات مع القوى العالمية
اتسمت سياسة السيسي الخارجية بالانفتاح على القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، روسيا، الصين، ودول الاتحاد الأوروبي. على الرغم من بعض التوترات في العلاقات المصرية الأمريكية، خاصة في بداية فترة حكمه، فإن التعاون بين البلدين استمر في قضايا مثل مكافحة الإرهاب والمساعدات العسكرية. أما مع روسيا والصين، فشهدت العلاقات تطورًا ملحوظًا في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والدفاع.
5. دبلوماسية التنمية الاقتصادية
يرى الرئيس السيسي أن الدبلوماسية الاقتصادية جزء لا يتجزأ من السياسة الخارجية. حيث عمل على تعزيز الاستثمارات الأجنبية في مصر، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة. مشروع قناة السويس الجديدة ومنطقة الاستثمار في محور قناة السويس كانا من بين أهم إنجازات السياسة الاقتصادية الخارجية لمصر، حيث يسعى الرئيس إلى تحويل مصر إلى مركز تجاري ولوجيستي عالمي.
6. دور الوسيط الإقليمي
لعبت مصر تحت قيادة السيسي دورًا محوريًا كوسيط في العديد من النزاعات الإقليمية. أبرز هذه الوساطات كانت في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث تسعى مصر إلى التوصل إلى حلول سلمية والحفاظ على استقرار المنطقة. كما قامت مصر بجهود وساطة في الأزمة الليبية، حيث دعمت الحلول السلمية ووقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة.
الخاتمة
تشير السياسة الخارجية للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى رغبة مصر في استعادة دورها الريادي على الساحة الدولية والإقليمية، مع التركيز عل