ناصر خليفة يكتب : المجاهدة فرحانة “المرأة الوحيدة التي استطاعت دخول أهم القواعد الإسرائيلية .

واحدة من أهم المجاهدات المصريات السيدة العظيمة شيخة مجاهدي سيناء الوطنية المخلصة لبلدها ونموذج مصري متميز يحتذى به رمزًا للإنسانية والعطاء في سيناء، لم تتوقف عن مد يد العون لمجتمعها من نساء سيناء اللاتي أثبتن كفاحهن وشجاعتهن وإخلاصهن في حب الوطن .. إنها “المجاهدة فرحانة” تعرف فى سيناء باسم “أم داود” نسبة لابنها الأكبر وهي من قبيلة الرياشات من مدينة الشيخ زويد، تبلغ من العمر ١٠٥ سنوات تقريبا، بدات قصه كفاحها بعد ان هاجرت مع أسرتها و6 أسر أخرى إلى مركز سمالوط بمحافظة المنيا ثم لمديريه التحرير بمحافظة البحيرة، ومنها إلى القاهرة بمنطقة عين شمس حيث يسكن الشيخ حسين أبو عرادة ، أحد المجاهدين، لتطلب منه التوسط لتؤدي دورا وطنيا بنقل المعلومات من سيناء كانت فرحانة تعمل فى تجارة الأقمشة والملابس، وتتنقل بين القاهرة وسيناء بحكمم طبيعة عملها، وكان عملها في التجارة ستارًا لنقل المعلومات عن تمركزات العدو وتحركاته فى سيناء.وعلى الرغم من عدم معرفتها للقراءة والكتابة تمكنت من تسجيل ورصد تفاصيل مهمة، حيث كانت تحفظ الرموز على سيارات العدو وترسمها على الرمال حتى تسلمها لضباط المخابرات. كانت أم داود تمر على العديد من النقاط الإستراتيجية فى سيناء، وسجلت ما شاهدته من تحركات وأعداد الجنود والدبابات.تمكنت “فرحانة” من نقل خرائط ومعلومات سرية من سيناء إلى القاهرة، حيث كانت تقيم عند المجاهد “ اشتيوى الحبانين ” بوسط العريش وتستلم منه المعلومات.وقطعت “المجاهدة فرحانة ” مسافات طويلة سيرًا على الأقدام، في طرق خطرة، وكانت تسترشد بالنجوم حتى تصل إلى النقاط المتفق عليها، مثل منطقة الدهيشة والقصب والهبش .. وتلقت أم داود خريطة لمطار الجورة فى الشيخ زويد، وأخفتها داخل ثوبها بعد خياطتها، ثم تمكنت من إيصالها إلى القاهرة بنجاح وكانت تنقل أيضًا أسلحة وصورًا فوتوغرافية لمستعمرات إسرائيلية فى الشيخ زويد، وتخفيها بذكاء. وفي موقف من ضمن المواقف العديدة التي تعرضت لها المجاهدة فرحانة، أوقفتها نقطة تفتيش مصرية عند القنطرة، حيث تم العثور على فيلم مخبأ فى “الصوفية” وهو الحزام الذى تلف بها وسطها وعند اكتشافه، قام الضابط المصرى بتكريمها قبل نقلها إلى القاهرة لاستكمال المهمة. وكانت فرحانة تُرسل رسائل مشفرة عبر الإذاعة إلى المجاهدين فى سيناء، وعند نجاح مهمتها كانت تبعث سلامها عبر الراديو، مما جعل المجاهدين يحتفلون ويوزعون الحلوى فرحًا بنجاح العملية. لم ينته مشوار نضالها بعد أن سقطت فى قبضة المخابرات الإسرائيلية؛ وتظاهرت بالموافقة على التعاون معهم وطلبوا منها تجنيد أشخاص بالقاهرة، لتعود وتبلغ المخابرات المصرية بالتفاصيل، وتحافظ على سرية مهامها حتى عادت إلى سيناء فى الثمانينيات بعد تحريرها. وبعد تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي لها عمت فرحة غامرة داخل جميع بيوت شمال سيناء بالكامل لكن سعادة الجدة ام داود لا توصف بتكريم الرئيس لها واسم ام داود هو الاسم الذى اشتهرت به منذ أيام النضال. وبمشاعر تعجز الكلمات عن وصفها قال ابنها الصغير عبدالمنعم إبراهيم أ عاما: لقد انطلقت الزغاريد وسط الأحفاد والجيران والتهانى بين حى الضاحية بمدينة العريش وعلى وسائل التواصل الاجتماعى والتبريكات لم تتوقف منذ إعلان الرئيس بتكريمها. وعلى الرغم من تجاوز الحاجة فرحانة المائة عام الا انه كان لديها اليقين والأمل فى أن يأتى يوم التكريم من الرئيس عبدالفتاح السيسى وفور الإعلان عن التكريم رددت: «أنا عارفة هذا الرئيس منذ ان كان ضابطا صغيرا وتوقعت له مستقبلا عظيما وقلت له سوف تكرمنى وجاء الوقت واليقين يتجسد بالفعل والتكريم أمام العالم أجمع وظلت تردد الحمد لله الحمد لله على نعمة الوطن الغالى»..هكذا قال ابنها عبدالمنعم المقيم معها، وهو من يقوم برعايتها هو وزوجته وأولاده ويرد على جميع وسائل الإعلام بكل فرحة وسعادة فيقول: رغم ظروف الحاجة وكبر سنها إلا أنها حتى هذه اللحظة الراهنة التى طال انتظارها تشكر الله دائما على نعمة الوطن وتغرس داخل عقول الأحفاد والأبناء وأبناء الجيران أن نحافظ على الوطن لأن الوطن اغلى ما نملك كما تقوم بأعمال التطريز السيناوى رغم ضعف بصرها.. فأهالى سيناء قدموا تضحيات بالدم فى سبيل عودة الوطن، سواء كان ذلك فى الحروب السابقة، أو فى الحرب ضد الإرهاب الأخيرة وتلك التضحية قدرتها الدولة المصرية، ووضعت أهل سيناء فى قدرهم الطبيعى من التنمية والاحترام والود والدعم الكبير والتكريم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى