الدكـــروري يكتب: أكثروا عليّ من الصلاة

 

إن الحمد لله شارح صدور المؤمنين، فانقادوا إلى طاعته وحسن عبادته، والحمد له أن حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، يا ربنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وصلى اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين، أما بعد إن الصلاة على النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم جلاء الأبصار ونور البصائر وبهجة القلوب وراحة الأرواح وقرة العيون ومسك المجالس وطيب الحياة وزكاة العمر، وجمال الأيام، وذهاب الهموم، وطرد الأحزان، وهي الجالبة للسرور وإنشراح الصدور وتكامل الحبور وتعاظم النور، فبها يطيب السمر ويحلو الحديث ويحلّ الأنس وتحصل البركة وتنزل السكينة، وهي علامة الحب وشاهد المتابعة وبرهان الموالاة ودليل الصلاح وطريق الفلاح.

فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه عشر درجات، وكتبت له عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات” رواه النسائي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه وكما قال صلى الله عليه وسلم ” أكثروا عليّ من الصلاة ليلة الجمعة ويوم الجمعة” وقال صلى الله عليه وسلم ” رغم أنف من ذكرت عنده ولم يصلّ عليّ” رواه أحمد، وقال صلى الله عليه وسلم ” البخيل من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ” رواه أحمد، وورد عنه صلى الله عليه وسلم ” إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغونني من أمتي السلام” رواه أحمد والنسائي، ولما قال أبيّ بن كعب رضي الله عنه سوف أجعل لك صلاتي كلها، أي دعائي، قال صلى الله عليه وسلم ” إذن يغفر ذنبك، وتكفي همّك” رواه الترمذي.

فيصلى عليه صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول والثاني، وعند ذكره، وفي خطبة الجمعة، والعيد، والإستسقاء، وفي خطبة النكاح، وفي مجلس العلم والمواعظ والكتب والرسائل والمعاهدات والصكوك وعند لقاء الأحباب وعند الوداع وفي الدعاء وأذكار الصباح والمساء، وعند نزول الهموم وترادف الغموم وفقد الأغراض وتزاحم الكرب وحدوث المصاب ووصول المبشرات، وعند تأليف الكتب وشرح حديثه وكتابة سيرته وذكر أخباره وقصصه إلى غير ذلك من المناسبات، فصلى الله عليه وسلم ما زهر فاح، وبلبل صاح، وسر باح، وحمام ناح وصلى الله عليه وسلم ما نسيم تدفق وما دمع ترقرق وما وجه أشرق، وصلى الله عليه وسلم ما اختلف الليل والنهار وهطلت الأمطار ودنت الثمار وإهتزت الأشجار، وصلى الله عليه وسلم ما بدت النجوم.

وتلبدّت الغيوم وإنقشعت الهموم، وتليت الأخبار والعلوم، وعلى آله الطيبين الأبرار وأصحابه الأخيار من المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم بإحسان، فصلى عليه إلهه وخليله ما دامت الغبراء والخضراء، فهو الذي فاق الأنام كرامة وإستبشرت بقدومه الأنباء، واعلموا يرحمكم الله أنه ينقسم الناس عند الموت وشدته، والقبر وظلمته، وفي القيامة وأهوالها، ينقسمون إلى فريقين أما الفريق الأول فحالهم كما قال تعالي ” إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ” أي بمعني ألا تخافوا مما أمامكم من أهوال الآخرة، ولا تحزنوا على ما خلفكم في الدنيا من الأهل والولد والمال، نحن أولياؤكم في الآخرة، نؤنسكم من الوحشة في القبور، وعند النفخة في الصور، ونؤمنكم يوم البعث والنشور.

وأما الفريق الثاني من الكفار والفجار فحالهم كما قال الله عز وجل ” ولو تري إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم اخرجوا أنفسكم اليوم تجزون غذاب الهون بما كنتم تقولوا علي الله غير الحق وكنتم عن آياتة تستكبرون “

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى