استقبل الإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الاثنين، الدكتورة إيفون باومان، سفيرة سويسرا لدى القاهرة، وذلك بمشيخة الأزهر.
حيث قال شيخ الأزهر، إن الدين هو الموجه والمرشد للأخلاق والقيم، ودوره محوري في سلامة المجتمعات واستقرارها، ولعلنا أدركنا هذا الدور في عالمنا المعاصر بعد محاولات إقصاء صوته وما ترتب على ذلك من حالة الفوضى والتِّيه التي أطاحَتْ بالكثير من المجتمعات.
كما أشار إلى أن حضارة اليوم أبعدت الدين عن حياة الإنسان وأقصتْه عن قصدٍ، وتسبب ذلك في فراغ أخلاقي لا حدود له، كما أنَّ الحضارة المادية حاولت تأليه الإنسان وتلبية كل رغباته.
وتابع: وهذا هو السبب فيما نراه اليوم من فوضى عالمية، ملخصها أن من يملك المال والسلاح والإعلام يمكنه فعل ما يريد في ظل إقصاء منظومة القيم والأخلاق وضعف القوانين الدولية وعدم قدرتها على ردع المعتدين.
وقد أكد فضيلة الإمام الأكبر أن الأزهر يبذل جهودًا كبيرةً لإحياء القيم الأخلاقية، ونشر قيم الأخوة وقبول الآخر، ولفت النظر إلى ضرورة التمسك بها من خلال مناهجه التعليميَّة ووعاظه ومبتعثيه المنتشرين حول العالم.
وأوضح أن الاختلاف سنة إلهية أرادها الله في كونه، وأنه جل وعلا لو شاء لخلق الناس متشابهين، ولكن خلقهم مختلفين، وجعل أساس العلاقة بينهم الأخوة وقبول الآخر واحترامه.
من جانبها، أعربت سفيرة سويسرا عن سعادتها بلقاء فضيلة الإمام الأكبر، وتقدير بلادها لما يقوم به فضيلته من جهود لنشر قيم الأخوة والسلام والتسامح، ودفع عجلة الحوار بين مختلف الديانات والثقافات، بما يُعزِّز استقرار المجتمعات وتماسكها.
حيث أكدت علي أهمية القادة الدينيين في نشر قيم التسامح والأخوة وتعزيز روح التقارب بين مختلف الثقافات؛ لما يملكونه من قوةٍ في التأثير.
وأشارت إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا فرنسيس قدمت أنموذجا في العلاقة بين الأديان.