أُغَنّي و تغنّي قصائدي معي للصباح القادم عصفوران يتبادلان الزقزقات فوق أفنان باهتة ظامئة للندى الكسول.. أغنّي للصباح القادم منذ أربعين عام بيننا مواعدة دون مواعيد.. أغنّي للشمس فتغدو قصائدي أسراباً من يمام يوثق حبال الحرف في أطرافها و يَشدُّها نحو المدى كي تشرق من جديد تلك الشمس المتثائبة الغائبة منذ عقود.. أغنّي للقمر كي يبدو أجمل من أمس للمطر كي يهوي أخيراً و يبلّل ثرى حدائقي و تنبت ثانية خمائل الكروم و الفل و الياسمين من خصور سطوري و رُبى كلماتي.. أغنّي لعيون بنيّة بمذاق الحلم و نكهة القهوة و رائحة البُنّ عيون عفوية كالصباح الجديد ترنو فتتطاير من بين أهدابها الفراشات بغير ذاكرة و دون حسابات الصدى..