احذر غضب الأنثى .. الكاتبة/ الزهرة العناق

غضب الأنثى ليس كأي غضب، إنه إعصار صامت يتسلل بخطوات وئيدة نحو قلب الأشياء، فيحيلها إلى فوضى غير متوقعة.
غضب الأنثى يشبه نار لا تحترق في العلن، بل تتقد في الأعماق، تتغذى على الصمت القاتل والخذلان المتراكم كأنه رماد ذكريات أُطفئت قبل أوانها.
حين تغضب الأنثى، لا ترفع صوتها، بل تطفئ نبضها. تتكلم بعينيها أكثر من فصاحة شفتيها، فتقرأ في حدقة نظرتها روايات من الخيبة التي لم تكتب بعد.
غضب الأنثى يشبه حرب باردة ، أو هدنة معلنة في انتظار لحظة الانفجار التي لا يعرفها إلا الزمن المتربص خلف عينيها.
غضب الأنثى أشبه برقصة لحن حزين على أوتار مكسورة، تختبئ خلف كل حركة منها .
قد تبتسم والروح في جوفها تغلي، وقد تنطق بكلمات لطيفة بينما السخط يسكن بين حروفها كأفعى تنتظر اللحظة المناسبة لتلدغ.
احذر غضب الأنثى يا أنت، ليس لأنه عنيف، بل لأنه يأتي بلا إنذار مسبق. كالعاصفة التي تبدو في الأفق نسمة عابرة، وما أن تقترب حتى تجتاحك بكل ما فيك، تخلع عنك أمانك، و تتركك عاريا أمام حقيقة لم تفهم عمقها يوما.
احذر غضب الأنثى لأنها حين تغضب لا تهدم، بل تعيد البناء، لكن ليس كما كنت تعرفها في الأول. تهدم داخلك كل أوهامك، تصوغ حدودا جديدة لعلاقتكما، و تعلمك أن الاقتراب من بحر مشاعرها ليس رحلة عبثية، بل مغامرة لا يسلم فيها إلا من أدرك أن احترام الأنثى ليس خيارا، بل قانون.