د. أمانى نور تكتب: الطلاق الصامت أو الطلاق العاطفي

كتبت/ د.أماني نور
الطلاق الصامت أو الطلاق العاطفي بين الزوجين هو نهاية غير رسمية للعلاقة الزوجية، فلا يوجد
تواصل بين الزوجين ولا كلام.
ويبقى عقد الزواج سارياً بين الزوجين ولكن كلاً منهما يعيش بمعزل عن الآخر، وقد لا يجتمعان إلا في المناسبات الاجتماعية أو الرسمية خوفاً من لقب مطلق أو مطلقة خاصة إذا كان هناك أولاد.
حالة يعيش فيها الزوجان مرحلة برود في المشاعر وجفاف في المعاملة والعزلة المنفردة داخل المنزل الواحد …إذا هو نهاية غير معلنة للعلاقة الزوجية مع إختفاء المودة والرحمة وتباعد القلوب مما يؤدي للوصول لنهاية المطاف ولا أمل بالإصلاح …
مجتمعنا الشرقي يرفض الطلاق للمراة مهما كانت الأسباب قوية ، لذلك تختار المرأة البقاء ببيت الزوجية خوفا من تفكك الأسرة وضياع الأولاد ، فتفضل البقاء لتعيش بأحضان الطلاق الصامت …
كل شيء انتهى ومات ولم يبق إلا ورقة اسمها عقد الزواج.
ويرجع السبب لهذا الطلاق؟
اولا /عدم التفاهم بين الزوجين واكتشاف الفارق الكبير في الطباع مع سوء المعاملة، مما يؤدي لخلافات مستمرة و لجفاف العلاقة مع الإنفصال الروحي وعدم تقديم بعض التنازلات لأي من الطرفين أو محاولة التفاهم ..
ثانيا /
تدخل الأهل لتقديم النصيحة مما يؤدي لتفاقم المشاكل .
ثالثا …الصدق بين الطرفين يزيد متانة العلاقة …أما الكذب المستمر فيؤدي للخلافات والإبتعاد..
رابعا…
في وقتنا الحاضر المشاكل بين الزوجين في ازدياد بسبب الوضع المادي المتردي …واضطرار الزوجين للعمل لتأمين حاجات المنزل ومتطلبات الأولاد مما يؤدي لإهمال الجانب العاطفي، والتباعد بينهما ….
ومن أسباب هذا الطلاق اكتشاف صفات غير مناسبة لكليهما ..إضافة للروتين القاتل للعلاقة ،مع تباين الأفكار والرؤى بين الزوجين ، ولن ننسى السلبية والشك الذي يعتبر مرض …
كذلك تراكم الخلافات الصغيرة وعدم المواجهة تؤدي لتدهور العلاقة …والوصول لطريق مسدود …
هذه الأسباب مجتمعة تؤدي للشعور بالحزن وانعدام الثقة مع الإحساس بالوحدة والفراغ …
ماهي الحلول للتغلب على الطلاق الصامت ؟
_ القيام بالأعمال الإيجابية التي تقرب بين الزوجين مثل الإعتذار والتعاطف والتكلم بطريقة تحمل كل الود والقرب…
_ الابتعاد عن السخرية والنقد بشكل مستمر والتذمر الدائم …
_ عدم توجيه الانتقادات المستمرة لشريك الحياة
_ الاعتراف بالأخطاء عوضا عن إلقاء اللوم على الطرف الآخر مما يؤدي لزيادة البعاد
_ محاولة الاستماع لشكوى الطرف الآخر والاهتمام بالمشكلة وتحمل مسؤولية إيجاد الحل دون تدخل الأهل..
_ التحدث بطريقة تدل على المحبة والود والحب ..
عدم تراكم المشاكل مع الصمت والواجب حلها بوقتها حتى لاتشكل رواسب من الصعب إزالتها….
الطلاق الصامت مشكلة اجتماعية خطيرة ،لذلك ينبغي الاعتراف بها ومواجهتها ومحاولة حل المشاكل وعدم تراكمها للوصول لبر الأمان وعودة الحياة الزوجية لسابق عهدها ….لاشيء مستحيل مع الإصرار
الطلاق الصامت/ الطلاق العاطفي
ان مدى انتشار هذه الظاهرة
الطلاق الصامت، يعني حالة نفسية يشعر فيها أحد الزوجين أو كليهما بمشاعر سلبية تجاه الطرف الآخر، بما يؤدي إلى عدم إمكانية التواصل العقلي والنفسي والجسدي بينهما (انعدام التواصل والتفاعل الاجتماعي)
، وينفرد كل منهما بحياة عقلية ونفسية واجتماعية خاصة، فيستمر الزواج شكلا، وينتهي مضمونا.
الانفصال الصامت أو الانفصال العاطفي بين الأزواج واقع موجود في مجتمعنا. وعلى الرغم من درجة خطورته على الحياة الأسرية إلاّ أنه ظل ضمن المواضيع المسكوت عنها، ظواهر نعيشها نتألم منها ولكن لا نبوح بها،
عقد الزواج يبقي سارياً بين الزوجين ولكن كلاً منهما يعيش بمعزل عن الآخر، وقد لا يجتمعان إلا في المناسبات الاجتماعية أو الرسمية خوفاً من لقب مطلق أو مطلقة خاصة إذا كان هناك أولاد.
فتكون النتيجة حالة من الطلاق التي تستمر فيها العلاقة الزوجيَّة أمام الناس فقط، لكنَّها منقطعة الخيوط بصورة شبه كاملة في الحياة الخاصة للزوجين.
الطلاق الصامت هو نهاية غير رسمية للعلاقة الزوجية، فلا يوجد تواصل بين الزوجين ولا كلام ولا وعلاقة زوجية والتي تزيد من المودة وتقرِّب القلوب. يُصبِح هناك تلبُّدٌ في المشاعر؛ لدرجة أنّه في بعض الحالات تنعدم الغيرة لدى أحد الطرفين أو كلاهما.
لماذا سمّي بالطلاق الصامت؟
الصامت تشير إلى معنيين يرافقان هذا النوع من الطلاق:
المعنى الأول، يتجلى في غياب الحوار والتواصل بين الطرفين أو ما يعبّر عنه بعض المختصين في العلاقات الزوجية بــ”ظاهرة الخرسان” كإحدى أهم مؤشرات هذا النوع من الطلاق (من باب تسمية الشيء بأبرز ما فيه)، أي لم يعد يجد كل طرف أي رغبة في الحديث مع الطرف الآخر، فيغيّم الصمت والخرسان عليهما.
المعنى الثاني، يتجلى في إخفاء تلك القطيعة خارج البيت، ليصبحا كموظفين في الحياة الزوجيَّة تجمعهما لقاءات عابرة والتزامات ماديَّة للحفاظ على شكلهما الاجتماعي والأسري أمام الآخرين، وذلك خوفاً من لقب مُطلِّق أو مطلَّقة، وخصوصاً لقب مُطلَّقة للزوجة؛ ولتجنّب نظرة مجتمعنا القاصِرة للمطلَّقات. وهذه الحالة قد لا يعرف عنها أحدٌ خارج الزوجين، فأمام العائلة والأصدقاء؛ يكونان وكأنهما أكثر حبيبين، ولكن في خلوتهما؛ يخلعان قناع العائلة ويعودان إلى وجه الفراق القبيح.
لذلك هناك استحالة في الحصول على إحصائيات وأرقام حول هذه الظاهرة على الرغم من تفشيها وتفاقمها.
هل هي مجرّد ظاهرة عابرة (ظرفية) أم انها تدوم؟
مجرّد ظاهرة عابرة/ طلاق صامت من درجة أولى: الطلاق الصامت او الطلاق العاطفي يمكن أن يكون مجرّد ظاهرة عابرة، سحابة تغيّم لفترات معينة على الحياة الزوجية، ينجح الطرفان في تجاوزها، فكل العلاقات الزوجية تنتابها من حين أو لآخر خلافات ناتجة عن:
__ضغوط الحياة اليومية
والمعيشية
—الروتين
–ضغوطات شغلية
—اختلاف في التنشئة الاجتماعية بين الطرفين…
قد ينتج عنه شبه قطيعة كثيرا ما تكون وقتية وظرفية لنعبّر عنها بطلاق صامت من الدرجة الأولى، بل حتى الطلاق الصامت من الدرجة الثانية عادة ما تسبقه قطيعات مؤقتة. البعد الوقتي والظرفي يعود بالأساس إلى:
✓هيمنة وتفوّق قوة الحب التي تجمع بينهما على الخلاف العابر
✓مبادرة إحدى الطرفين في المصارحة والحوار
✓حنكة إحدى الطرفين فيما يمكن أن نسميه بفن التواصل (كيفية الحديث، واختيار التوقيت المناسب، والقدرة على الاقناع والتأثير)
ظاهرة دائمة/ طلاق صامت من درجة الثانية:
إذا اختفت الأسباب الثلاثة السابق ذكرها (قوة الحب، المصارحة والحوار، حنكة في التواصل)، أو تواترت وتكررت الانقطاعات، فإن الطلاق الصامت من الدرجة الأولى قد يتطوّر وتتفاقم الخلافات ويتحوّل إلى طلاق صامت من الدرجة الثانية.