صحبة الصالحين ومحبتهم .. بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إن صحبة أهل الخير باب من أبواب الأعمال الصالحة إذا قصرت بالمسلم الأبواب الأخرى، فصحبة الصالحين ومحبتهم ترفع المسلم إلى درجتهم وإن لم يعمل بأعمالهم، وصحبة الأخيار والصالحين درجات، ومن أعظمها هو إتخاذهم أصدقاء وخلان للإنسان، فإن الصديق والخليل الصالح خير عون على الدنيا والدين، وإن من صور الصداقة الصادقة هي الصحبه بين رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم والصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حيث روى الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه. 

عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا فقال ” ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما؟” وكما روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن من أمنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي، لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقينّ في المسجد باب إلا سدّ، إلا باب أبي بكر” وكما روى الشيخان عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك؟ قال “عائشة” فقلت من الرجال؟ فقال “أبوها” وكما روى الإمام البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه. 

أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد جبل أُحدا وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال صلى الله عليه وسلم “اثبت أحد فإنما عليك نبي وصدّيق وشهيدان” وإن من صور الصداقة الصادقة هي الصحبه بين الصحابي الجليل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، حيث قال الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه ” ما على الأرض أحد أحب إليّ من عمر” وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما ثقل حضرته الوفاة أبي، دخل عليه فلان وفلان، فقالوا يا خليفة رسول الله، ماذا تقول لربك إذا قدمت عليه غدا وقد إستخلفت علينا ابن الخطاب؟ فقال أجلسوني، أبالله ترهبوني؟ أقول استخلفت عليهم خيرهم” وكما روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة أي مات عنها زوجها.

قال لقيت أبا بكر فقلت إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فلبثت ليالي، ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقيني أبو بكر فقال إنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت إلا أني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها لقبلتها” وكما روى البخاري عن محمد بن المنكدر، أخبرنا جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، قال كان عمر يقول “أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا” يعني بلال بن رباح” وكما روى أحمد عن عبدالله بن الزبير أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذكر أبا بكر وهو على المنبر، فقال إن أبا بكر كان سابقا مبرزا” وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ” وددت أني شعرة في صدر أبي بكر” 

وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه “لوددت أني من الجنة حيث أرى أبا بكر رضي الله عنه” وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه والله لقد كان أبو بكر رضي الله عنه أطيب من ريح المسك” وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ” لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض، لرجح بهم”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى