الأنانية مقابل الإنسانية ايهما نختار

الأنانية مقابل الإنسانية ايهما نختار ؟
حيدر الاداني ..
في مجتمعاتنا اليوم أصبحت الأنانية محركا رئيسيا للمصالح الشخصية وهي السبب الرئيسي وراء تفكك العلاقات الاجتماعية و تدهور القيم الإنسانية . إذا استمررنا في السير بهذا الطريق دون أن نتصدى لهذه الظاهرة أو نواجهها بوعي جماعي فإن الوضع لن يبقى على حاله فحسب بل سيزداد سوءا سنعيش في عالم مليء بالفقر و الظلم ، حيث تتراجع القيم والمبادئ الإنسانية شيئا فشيئا.
إن قبول الأنانية أو عدم مكافحتها هو ما يدفعنا نحو هذا الانحدار.
الأنانية تدفع الناس إلى التفكير فقط في مصالحهم الشخصية مما يؤدي إلى تفكيك الروابط المجتمعية وإضعاف التضامن بين الأفراد ، في المقابل يجب أن نتمسك بالإنسانية. الإنسانية ليست مجرد فكرة أو شعور، بل هي النظام الأصدق و الأحق للبشرية .
الإنسانية كطريق للخلاص
عندما نختار أن ننتمي إلى الإنسانية فإننا نختار الاحترام، الكرامة، الحرية، العدالة، الحب، والسلام. هذه القيم هي التي ترفع من شأن الإنسان و تجعل الأرض وطنا للجميع دون تمييز .
الإنسان الحقيقي لا يعرف الحدود الجغرافية أو الثقافية بل ينتمي إلى الأرض كلها، و يشعر بالانتماء إلى الإنسانية جمعاء و من هذا المنطلق يكون لديه الرغبة العظيمة في أن يشارك في قضايا الشعوب الأخرى ويضع طاقاته و إمكاناته في خدمة الإنسانية بغض النظر عن اختلافاتهم العرقية أو الدينية.
الأنانية هي العدو البشرية
إذا كانت الأنانية هي ما يفرقنا و يدفعنا نحو الظلام فإن التمسك بالإنسانية هو الطريق نحو النور.
التمسك بالإنسانية يعني أن نعيش من أجل الآخرين كما نعيش لأنفسنا أن نضع مصالح المجتمع فوق المصالح الشخصية وأن نؤمن بأن العدالة والسلام هما الطريق الوحيد لتحقيق السعادة الحقيقية.
هل نختار الأنانية التي تفرقنا و تدمر قيمنا أم الإنسانية التي تجمعنا و تقودنا نحو مستقبل أفضل؟