أخر الأخبار

“مجزرة مدرسة بحر البقر: جريمة في حق الإنسانية وتاريخ لا يُنسى

“مجزرة مدرسة بحر البقر: جريمة في حق الإنسانية وتاريخ لا يُنسى”

 

بقلم: دلال ندا

في صباح يوم 8 أبريل 1970، شهدت مصر إحدى أبشع الجرائم في تاريخها الحديث، حيث استهدفت القوات الجوية الإسرائيلية مدرسة بحر البقر الابتدائية بمحافظة الشرقية في دلتا النيل. هذه الجريمة، التي وقعت خلال حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل (1967-1970)، أثارت استنكارًا عالميًا نظرًا لهدفها المباشر على أطفال أبرياء.

تفاصيل القصف:

في تمام الساعة التاسعة وعشرين دقيقة صباحًا، قامت أربع طائرات إسرائيلية من طراز “فانتوم” بقصف المدرسة باستخدام قنابل وصواريخ متعددة. استمر الهجوم لدقائق معدودة، ولكنه كان كافيًا لتدمير المدرسة بشكل كامل، وترك أثارًا عميقة في نفوس الشعب المصري والعالم. أدى الهجوم إلى مقتل 30 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عامًا، وإصابة أكثر من 50 آخرين بجروح بالغة.

الآثار والردود:

خلف القصف صدمة كبيرة في مصر، حيث عبرت الحكومة والشعب عن غضبهم تجاه هذا الهجوم الوحشي. وقام الرئيس المصري آنذاك، جمال عبد الناصر، بتوجيه نداءات قوية إلى المجتمع الدولي لإدانة إسرائيل ومعاقبتها على هذا العمل البشع. أثارت الحادثة استنكارًا عالميًا، وأصبحت رمزًا للمأساة والظلم الذي عانى منه المدنيون الأبرياء خلال النزاعات.

السياق السياسي والعسكري:

قصف مدرسة بحر البقر جاء في سياق تصعيد عسكري خلال حرب الاستنزاف، التي بدأت بعد هزيمة مصر في حرب 1967 واحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء. كانت إسرائيل تستهدف من هذا الهجوم الضغط على مصر واستهداف روح المقاومة لدى الشعب المصري. ورغم أن إسرائيل ادعت أن المدرسة كانت “هدفًا عسكريًا” وأن الهجوم كان نتيجة “خطأ”، إلا أن الأدلة والتحقيقات أثبتت أن المدرسة كانت مؤسسة مدنية بحتة، وأن الهجوم كان متعمدًا.

الذكرى والتأثير:

يتم إحياء ذكرى قصف مدرسة بحر البقر سنويًا في مصر، وتظل هذه الحادثة رمزًا للمعاناة التي عانى منها الأطفال والمدنيون في الصراعات العسكرية. كما أصبحت جزءًا من الذاكرة الوطنية المصرية، ورمزًا للمقاومة والصمود ضد العدوان الخارجي.

ختامًا، حادثة قصف مدرسة بحر البقر ليست مجرد ذكرى مؤلمة في تاريخ مصر، بل هي تذكرة دائمة بأن الحرب لا تستثني الأبرياء، وأن الأطفال غالبًا ما يكونون أولى ضحاياها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى