الدكـــروري يكتب/ الغضب ينسي الإنسان الغضبان العفو

ان الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد أن لا اله الا الله وحده لاشريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله “يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون” ،” يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام انه كان عليكم رقيب” ، ” يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما” ثم أما بعد روي عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال “غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة قبل نجد، فلما قفل أي رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم قفلنا معه.
فأدركتنا القائلة وقت القيلولة في شدة حر الشمس في واد كثير العضاه أي كثير الأعشاب فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمُرة، وعلق بها سيفه، وتفرق الناس يستظلون بالشجر، ونمنا نومة أي أنهم كانوا متعبين مجهدين، فناموا نومة ذهبت بهم بعيدا، فجاء رجل من المشركين، وسيف النبي صلى الله عليه وسلم معلق بالشجرة، فأخذ سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخترطه أي سحبه من غمده ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن أيقظه قال أتخافني؟ قال صلى الله عليه وسلم لا، قال فمن يمنعك مني؟ قال صلى الله عليه وسلم، الله عز وجل، فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من يمنعك مني؟ قال كن كخير آخذ، فقال أتشهد أن لا إله إلا الله؟ قال لا، ولكني أعاهدك ألا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك.
قال جابر فبينما نحن نيام، إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا فجئناه، فإذا أعرابي قاعد بين يديه، فقال إن هذا أتاني وأنا نائم، فأخذ السيف، فإستيقظت وهو قائم على رأسي، فلم أشعر إلا والسيف في يده صلتا، أي مجردا من غمده فقال لي من يمنعك مني؟ فقلت الله، فخلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيله، ولم يعاقبه، فذهب الرجل إلى أصحابه فقال قد جئتكم من عند خير الناس” فهذا هو عفو رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهله، وهذا عفوه مع المشركين، بل مع من أراد قتله، وأمر سبحانه وتعالى المسلمين بالعفو فقال سبحانه ” وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ” وهذه هي صفة الله عز وجل، وهذه صفة الأنبياء وهو العفو، وهذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يعفو في أهل بيته، ويعفو عن من أراد قتله.
وإمتثل الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين هذا الخلق العظيم، خلق التسامح والعفو والرحمة، وقد ثبت أن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال ” قدم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر وهذا كان به شدة عندما يتكلم، وهو من قادة قومه، فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس وكانت عنده حكمة ويختلف عن عمه مطلقا في حلاوة الكلام ونحوه وكان من النفر الذين يدنيهم عمر، وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته، كهولا كانوا أي بلغوا الأربعين فما فوق أو شبانا تجاوزوا الثلاثين، فقال عيينة لابن أخيه يا ابن أخي، هل لك وجه عند هذا الأمير، ما قال عند أمير المؤمنين، أو عند عمر، لا، بل قال عند هذا الأمير، فاستأذن لي عليه، قال سأستأذن لك عليه، قال ابن عباس رضي الله عنهما فاستأذن الحر لعيينة، فأذن له عمر، فلما دخل عليه قال هي يا ابن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزل،
ولا تحكم بيننا بالعدل، فغضب عمر، حتى همّ أن يوقع به، فقال له الحر يا أمير الـمؤمنين، إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم ” خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ” وإن هذا من الجاهلين ماذا يفعل؟ يريد أن ينجي عمه، قال أنس والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقافا عند كتاب الله ” رواه البخاري، وقال بعضهم “ليس الحليم من ظلم فحلم حتى إذا قدر انتقم، ولكن الحليم من ظلم فحلم حتى إذا قدر عفا” وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالي ” ادفع بالتي هي أحسن ” هو الصبر عند الغضب، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوه، عصمهم الله، وخضع لهم عدوهم” وعند الغضب ينسى الإنسان الغضبان العفو، ولا ينتبه للمسامحة، ولا يفكر في رحمة من أمامه، لكن إذا ذكر عليه أن يغلب شيطانه فيتذكر، إذا ذكر بالله، فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا ذُكرتم بالله فانتهوا” رواه البزار.