وجوه مصرية .. بقلم / هيام على

 

“إن لله عباداً اختصهم الله بقضاء حوائج العباد”

..نعم..جعلهم الله سبباً ليكونوا لغيرهم نبراساً يتلمسون به طريق حياته،وشخصية اليوم من هذا النوع من الرجال الذى جمع طوال سنوات عمله حبا نابعاً من قلوب كثيرين تحلقوا حوله وتعلقت حياتهم به،إنه المستشار “مأمون مأمون سُليمان” المستشار بمجلس الوزراء وقد عمل قبلها فى العديد من الأماكن المهمة ..فمن هو؟!

ابن قرية “ميت الوسطى”المتواضعة الذى لم تكن أحلامه كذلك، تلك البلدة الصغيرة التى تقبع فى أطراف مركز الباجور محافظة المنوفية..قرية من صغرها يعرف كل فرد فيها الأخر..شوارع بسيطة تمتلى بالبيوت المُتراصة بجوار بعضها كأنها تتعاضد مع بعض لتتجاوز صعاب الأيام وعواصف الحياة..

صغيرة المساحة كبيرة هى أحلام شبابها.. مثل كل قرية مصرية بسيطة تتمنى يوماً أن يقتحم شبابها العالم بخطوات ثابتة وقلوب لا تحمل سوى الحب..وبالحب تربى الطالب “مأمون” فيها حتى وصل للمرحلة الإعدادية ثم كعادة كل أبناء القرية البسيطة التى لم تكن توجد بها سوى مدرسة ابتدائية فى ذلك الوقت..فالتحق بمدرسة مركز الباجور وبعدها التحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة،تميز فى الدراسة ثم شاء الله أن يلتحق بالعمل فى أهم المناطق بالدولة وخلال رحلته لم ينس قريته ولا شبابها ،حرص على أن يساعد من استطاع منهم بالحصول على فرصة عمل تحفظ لهم كرامتهم ،وهو ما يشيد به أغلب أهل القرية،استطاع خلال عمله مساعدة من استطاع منهم بل أحدث تغييرا ملموسا بين أبناء القرية وبالرغم من تقلده للعديد من المناصب كعمله فى رئاسة الجمهورية وغيرها إلا أنه تميز بالتواضع الجم وفتح بيته لمن يعرفه ولمن لا يعرفه،وبسؤاله عن سبب اختياره كلية الحقوق للدراسة أجاب: -“كانت أمنيتي أن أصبح محامياً أرد الحقوق لأصحابها وأساعد من يحتاجون ليد العون..وبالرغم من إصرار والدى على دراسة التجارة لأن فرصها فى العمل أفضل كما قال”رحمة الله عليه”لكن حب كلية الحقوق كان يراودني دائماً”

-صف مشهداً لم تنسه طوال حياتك المهنية؟

-“جاء أحد الأشخاص طالبا المساعدة فى إيجاد فرصة عمل لابنه ،وكان ذلك اليوم ممطراً والرجل ملابسه مبتلة بالكامل ..

فتعجبت من حبه لابنه الذى جعله يخرج فى ذلك الجو وتعلمت عندها معنى أن تكون والداً ومسؤلاً “

-نصيحة ورسالة شكر فلمن تقدمها؟

-نصيحة أقدمها أولاً لأبنائي بأن يكونوا دائماً أكثر إلتزاماً وقرباً من الله ،وليعلموا أن أى نجاحات فى الحياة هى بفضل أولاً وأخيراً..

أما رسالة شكر فأقدمها لأمي وأبي -رحمهما الله- ولكل معلم أمسك بيدى حتى أصبحت ما أنا عليه”

-حضرتك قدمت نصيحة لأبنائك.. فماذا تقول للشباب عموماً؟

-“عليكم بتقوى الله عز وجل والثقة به ثم زرع الأمل فى نفوسكم ولا تتوقعوا أن النجاح وليد الصدفة بل هو عرق وجهد ،ولا تنسوا فضل بلدكم عليكم ولا تبخلوا على غيركم بالنصيحة وتقديم يد العون ما استطعتم”

-“جملة واحدة تنهى بها حديثك؟

-“أنا صنيعة أبي ولولاه ما كنت هنا”

حقا كما قيل ” ما استطاع أن يولد من عاش لنفسه فقط” هذا وجه من الوجوه المصرية التى تقابلك فى يومك العادي ..تلك الوجوه التى تخبرك أن مصرنا مازالت بخير وأننا قادرون معاً على الدفع بدفتها نحو الأمام ..حقاً إن الدول لا تُبنى إلا بسواعد رجال يهبون من أرواحهم لتنهض أوطانهم..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى