الزهرة العناق تكتب: الضمائر المنفصلة

أيها القابعون في غياهب الغفلة، متى تنجلي عنكم حجب الصمت؟
أتعلمون أن الأرض قد ضاقت بأوجاعها من جحود قلوبكم؟ألا ترون أن الحياة لا تسير على توازن إن ماتت القيم في قلوبكم، و تهاوت الفضائل تحت أقدام أطماعكم؟
يا من تطلون على العالم بعيون فارغة، ألم توقظكم صرخات مظلوم؟ألم تهزكم دموع يتيم؟
أما آن لضمائركم المنفصلة عن العالم أن تستيقظ من سباتها العميق؟ألم تحن لحظة الحساب، حيث لن يبقى لكم من مجد زائف سوى خزي يأكلكم بين أضلع القبور؟
يا من تبيعون أنفسكم بأبخس الأثمان، ماذا بقي لكم من الحياة إن لم تقيموا ميزان العدل في قلوبكم؟
ألا تتذكرون أنكم عابرو سبيل، وأن السنين تسحبكم رويدا رويدا نحو حفرة لن تفتح لكم إلا بكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة؟
القبر لن يحتمل تبريراتكم، ولن تنفعكم حجج اختلقتها ضمائركم. كل كلمة لم تقل في موضعها دين مؤجل، وكل حق سلب سيسأل عن يده الغارقة في طين الخيانة.
عودوا إلى نقاء فطرتكم قبل أن يصير العفو عنكم مستحيلا، و تصبحون رهائن لذنوب أثقل من أن تحمل. فمن أيقظ ضميره اليوم نجا، ومن أبقاه ميتا، فليس له غد ينتظر.
تحركوا ترزقوا، فربنا غفور رحيم بالعباد.
تحركوا قبل أن تكتب القبور آخر قصائدكم بحبر الندم