وجع بغداد .. قصة قصيرة بقلم/ اطياف الخفاجي

هناك امرأة تسكن بيت قديم.. لاتملك من هذه الحياة سوى الكبرياء الذي اصبح كل شيء لديها وقلم تخط به وجعها…لديها من الزاد ماهو وفير ترى ماهو؟؟؟؟ هو ذلك الهواء الذي تستنشقه وجعا في صحن متهشم الاطراف.. واكواب تتلاطم مع بعضها.. ونوافذ مشرعة لاقفل لها.. وصراخ أبواب تئن ليل نهار…الناس من حولها تسمع النشرة الإخبارية من خلال مذياع أبيها المقعد.. إن في مدينتي طقس حسن وربيع دائم كل شيء بات كذبا في بلادي حتى الأخبار… تسأل نفسها لما الجو بارد يعم بيتي والخوف قد خيم على وجوه إخوتي حتى أبي أصبح أنحف من عود خيزران.. وجهه شاحب في النهار باكيا في الليل… إخوتها لاتحب اللحم فهي تطعمهم من لحمها إن جاعوا وأن جاعت نظرت لوجه أبيها تشبع جوعها.. سألتها جارة لها ذات يوم:ما خطب قلمك لايكتب إلا الحزن فنظرت اليها والدمع قد غطى وجنتيها الذابلتين سأخبرك أمرا :الفرح في بلدي ربيع لن يحط رحاله يوما عنده اذهبي إلى بغداد إن رأيتِ فيها فرحا أخبريني كي أغير مجرى كتاباتي.