الإطاحة بالسلطان .. الكاتبة/ عبير مدين

 

الأوراق الرابحة هي ما يبحث عنه دهاة الساسة للعب بها مع الحلفاء قبل الأعداء لتحقيق مكاسب، بعض الدول والقوى السياسية من الأفضل لهم وللقوى العظمى ان يفضلوا مبدأ عدم الانحياز لاستخدامهم في أدوار الوساطة عند الازمات والزج بهم لتصفية الأجواء.

لكن المثير للدهشة ان يقوم عضو من النيتو بالسعي للانضمام في تحالف يعد الغريم الوليد والعدو المنتظر للحلف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ومعظم دول الاتحاد الأوربي الذي فشلت تركيا حتى الان في الانضمام اليه.

اردوغان يسعى لزيادة الاستثمارات التركية بمحاولة الانضمام للبريكس لعبور الازمة الاقتصادية التي تمر بها بلاده شأنها شأن العديد من دول العالم التي تعاني ازمة مالية وعلى شفى الوقوع في ركود اقتصادي؛ مجموعة البيركيس التي تضم الغريم القديم للولايات المتحدة وهو الدب الروسي يقف الى جانبه التنين الصيني الذي تسلل بنعومة حتى احتل الشرق الأوسط اقتصاديا اذ تعد الصادرات الصينية للشرق هي الأكثر والاقوى كما تحاول ايران ان تجد لها دورا في طليعة الصفوف على اعتبار انها قوة نووية ناشئة تريد ان تثبت للولايات المتحدة انها كبرت ولم تعد تصلح لدور التابع 

الشيطان الأمريكي استطاع ان يستدرج روسيا في حرب استنزاف طويلة في الأراضي الأوكرانية فتح فيها الغرب كافة خزائنه لزلينسكي مقابل إنهاك الدب الروسي قدر الإمكان والقضاء عليه متى تثنى له هذا، اما الصين فتحاول الحفاظ على ثباتها النفسي والسيطرة على رغبتها في ابتلاع تايوان، اما كسرى الفرس فقد حاول ان يغرد خارج السرب و يغضب طفل أمريكا المدلل فما كان منها الا ان كشرت عن انيابها وتركت نتنياهو يعيث في الأرض فسادا ويجري خلف انياب ايران في دول المنطقة يحاول اقتلاعها واحدا تلو الاخر بعد ان استخدمتهم لإثارة غضبه بادعاء تحرير الأقصى فلا هي حررته ولا تركته على حاله ولا يهم مئات الالاف من المدنيين الذين يزهق نتنياهو ارواحهم او يشردهم او يتركهم خلفه مشوهين وهو مستمر في لعبة الحفاظ على كرسي الحكم.

القارئ للمشهد يجد نفسه امام عدة سيناريوهات:

الأول: ان انضمام تركيا للبريكس جاء بإيعاز من العم سام حتى يزرع أحد عيونه في المجموعة

الثاني: ان تحاول تركيا امتصاص اللهجة العدائية في المجموعة تجاه الغرب 

الثالث: وجود تركيا في المجموعة قد يحول دون تحويلها من مجرد مجموعة اقتصادية غير غربية الى تحالف له جناح عسكري يحمي مصالحه قد يدخل في صدام مع النيتو ويصبح غريم له كما كان حلف وارسو من قبل 

وبناء عليه تركت الولايات المتحدة السلطان العثماني يسافر الى تتارستان لحضور اجتماع مجموعة البيركس في الوقت الذي تركت له رسالة عنيفة من خلال تفجير انقرة في الوقت الذي يحضر في الاجتماع مفاد الرسالة حذار ان تخرج عن الدور المرسوم او ان تغرد خارج السرب سوف نقلب البلد رأسا على عقب وقد نطيح بك إذا لزم الامر.

وجود تحالف عسكري لمجموعة البيركس يعلم من يعرف الف باء سياسة انه سيضع تركيا في ورطة حال تم دعوتها للانضمام الرسمي ووافقت وهذا ما قد يقوم به الدب الروسي على وجه الخصوص نكاية في العم سام وسوف تدعمه ايران انتقاما لما تلقته من ضربات في الفترة الأخيرة اما التنين الصيني فهو مازال يريد ان يبدوا اليفا دون انياب ولا يريد الصدام مع الولايات المتحدة ويشغل نفسه بعينه التي يضعها على تايوان، الورطة التي ستجد تركيا نفسها فيها اذا انضمت للبيركس ووجدت لنفسها دورا محوريا وحققت انتعاشا اقتصاديا هل ستستمر عضوا في النيتو ام سوف تنضم للتحالف العسكري المنتظر ولعل هذا ما فكرت به الولايات المتحدة وهي ترسل برسالتها لأنقرة.

يبدو ان العام الجديد سوف يحمل مفاجآت قد تطيح بسلطان او تذبح شاة ما علينا سوى الانتظار ومراقبة الاحداث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى