نغني للشر ونرقص له .. بقلم : عبير مدين

لا تناقض بين ما قلته أن مصر خسرت خسارة اقتصادية كبيرة بخروج اليـهود برؤوس أموالهم منها وبين خوفي من استعمار اسرائيـل لمصر الآن عن طريق التسلل لمصر اقتصاديا بالشراكة أو شراء الاستثمارات الإماراتية في مصر خصوصا بعد متابعة التطبيع الغير طبيعي بينهما
فالعصر مختلف والأداء السياسي لكلا العصرين مختلف ربما عرضت النشاط الاقتصادي لليهود في مصر بشيء من التفصيل في كتابي يوميات في العزل المنزلي والذي نشرت مقتطفات منه على الصفحة
أما ما اتخوف منه الآن فهو استعمال صهيونـي بغرض تأسيس دولة اسرائيـل العظمى الحلم التوراتـي للصهاينـة
لذا وجب العودة للتنويه عن ثمة فرق بين المصطلحات الآتية:
اسرائيلـي
يهـودي
صهيونـي
الإسرائيـلي جنسية تمنح لسكان اسرائيـل من يهود ومسيحيين ومسلمين يحملها عرب ٤٨ الذين اندمجوا في إسرائيـل ووجدوا فيها مجتمعا مثاليا يعيشون فيه لهم مقاعد في الكنيـست ويتطوعون في خدمة الجيش الإسرائيـلي الذي يبيد اقاربهم وبني دمهم وجلدتهم من سكان غـزة وجنوب لبنان
اليهودي كل من اعتنق اليهودية وليس بالشرط أن يعيش في إسرائيل فهم منتشرون في كل أنحاء العالم يعيشون حياة طبيعية في الدول التي يتواجدون فيها شأنهم شأن أي مواطن عادي بل إن بهم طوائف تستنكر الممارسات الإسرائيلية في المنطقة واعتبرها تعدي على حقوق الغير ولا تتعجب إن وجدتهم ينظمون مظاهرات لدعم القضايا العربية في الصراع العربى الإسرائيـلى والذي نتيجة سياسات التطبيع الغريبة والغير مبررة تم اختزالها في الصراع الفلسطينـي الاسرائيلـي ثم تقلصت في مصطلح غـزة أو تحرير الأسرى.
الصهيوني وهنا مكمن الخطر وهو المتعصب ذو الأطماع التوسعية والذي يكن العداء لنا.
لـــذا تتجدد مخاوفي صباحا ومساء من أن يتسلل الصهايـنة إلى بلادي في غفلة منا بالشراكة أو شراء الاستثمارات العربية ثم عن طريق اللاجئين الذين اغرقوا البلد يثيروا المشاكل ثم يتحججون بدعوى حماية مصالحهم بإدخال قوات عسكرية اجنبيه ثم إدخال قوات عسكرية إسرائيليـة؛
ولذا أيضا ناديت ومازالت انادي أن تكون الاستثمارات الأجنبية في مصر عن طريق تخصيص أراضي عن طريق حق انتفاع لفترات محددة قابلة للتجديد بموافقة البرلمان لعلها تكون ساعة استجابة ويستيقظ من نومه ويعلم أن ما يقوم به من دور هو دور المجالس المحلية وليس دور مجالس النواب.
لا تظنوا أن ما ذكرته من مخاوف خيال أو سيناريو مستحيل وان عندنا جيش لا يقهر، فالحذر مطلوب والكثرة تهزم الشجاعة سيتكالب الغرب اجمع علينا والضربات سوف تأتينا من الدول الشقيقة عبر القواعد العسكرية الأجنبية فيها والبيريكس حتى لو استطاع عمل حلف عسكري فهو مشكوك في قدراته خاصة وأن معظم أعضاءه متورطون أو على وشك التورط في نزاعات مسلحة في مناطق متفرقة.
علينا أن نبتعد عن الشر قدر الإمكان ونغني له ونرقص أيضا لأننا لسنا حمل أزمات اقتصادية فكلما التوت قدم نملة في الخارج اهتز الاقتصاد عندنا ألما فما بالنا لو أصبحنا نحن في مصر بؤرة النزاع؟!