صاحبة أول نعش من المسلمين .. الكاتب/ محمـــد الدكـــرورى

الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر، وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله صلى وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إتقوا الله تعالى وأطيعوه وإعلموا أن طاعته أقوم وأقوى، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى، وإحذروا أسباب سخط الجبار فإن أجسامكم على النار لا تقوى، وإعلموا إن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار، ثم أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها هي فاطمة بنت محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، الهاشمية، القرشية، سيدة نساء أهل الجنة، وأصغر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمها هي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وولدت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات، وكانت تكنّى بأم أبيها، وبالزهراء، وقد تزوجها الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في العام الثاني للهجرة بعد غزوة بدر، فأنجبت منه الحس والحسين ومحسن وأم كلثوم وزينب رضي الله عنهم، وليس غريبا أن تكون السيدة فاطمة رضي الله عنها مثالا رائعا في حسن الخلق فقد نشأت في بيت النبوة، وبعد أن تزوجت كانت نعم الأم، ومثالا يقتدى به في الدعوة إلى الإسلام، وتربية الأبناء.
وأداء حقوق الزوج، وبر الوالدين فقد كانت تخدم أبيها صلى الله عليه وسلم وترقب مسيرته في الدعوة، وتدفع عنه بمشاعر الابنة البارة ما استطاعت من الأذى، ولم تغفل عما يجب عليها من عبادة الله سبحانه، فكانت تتبتل إلى ربها بالصلاة، وقيام الليل، وتلاوة القرآن الكريم، زهدت في الحياة الدنيا، وصبرت على ما فيها، وإحتسبت ذلك كله عند ربها، وأما عن قبرها رضي الله عنها، فقد وردت العديد من الروايات التي تحدد مكانه بالتفصيل فقد دفنت رحمها الله في البقيع بالقرب من الزقاق التي تلي زاوية دار عقيل، وقيل إن القبر بالقرب من زاوية دار عقيل مما يلي دار أبي نبيه، ولا بد من الوقوف على شدة حزن ومصاب المسلمين بفقد بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد عم الحزن أرجاء المدينة.
وفاضت المدامع حتى ابتلت لحى الصحابة رضي الله عنهم ألما، وحزنا على فراق آخر أبناء نبيهم صلى الله عليه وسلم وكان أشد الناس حزنا لوفاة الزهراء زوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذ أنشد قائلا في وفاتها رضي الله عنها، لكل اجتماع من خليلين فرقة وكل الذي دون الفراق قليل وإن إفتقادي واحدا بعد واحد دليل على أن لا يدوم خليل، فأكثروا من الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم يعظم لكم ربكم بها أجرا، فاللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، واللهم انصر دينك، وانصر من نصر دينك، واجعلنا من أنصار دينك، يا رب العالمين.