حكايات نضال” الحاجة فرحانة” ضد الاحتلال الإسرائيلي

واحدة من أهم المجاهدات المصريات من نساء سيناء اللاتي أثبتن كفاحهن وشجاعتهن وإخلاصهن في حب الوطن.. إنها “المجاهدة فرحانة” التي كرمها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال احتفالية اتحاد القبائل العربية والعائلات المصرية بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر باستاد العاصمة الإدارية الجديدة ووجه بإنشاء حي باسمها في سيناء.
ونستعرض عبر هذا التقرير حكاية نضالها وصمودها أمام الاحتلال الاسرئيلي، ونقدم أهم المعلومات عنها:
تعرف فى سيناء باسم “أم داود” نسبة لابنها الأكبر، وتعيش مع نجلها عبد المنعم وهو أصغر أبنائها، فى شقة بحى ضاحية السلام بالعريش.
بعد نكسة عام 1967، اضطرت أم داود وعائلتها للهجرة من سيناء، مصطحبة معها عائلات أخرى، إلى منطقة سمالوط بالمنيا، ثم انتقلت إلى مديرية التحرير بمحافظة البحيرة.
كانت فرحانة تعمل فى تجارة الأقمشة والملبوسات، وتتنقل بين القاهرة وسيناء بحكمم طبيعة عملها، وطلبت من أحد مشايخ سيناء التوسط لها للعمل مع المخابرات المصرية، وكان عملها في التجارة ستارًا لنقل المعلومات عن تمركزات العدو وتحركاته فى سيناء.
وعلى الرغم من عدم معرفتها للقراءة والكتابة تمكنت من تسجيل ورصد تفاصيل مهمة، حيث كانت تحفظ الرموز على سيارات العدو وترسمها على الرمال حتى تسلمها لضباط المخابرات.
كانت أم داود تمر على العديد من النقاط الإستراتيجية فى سيناء، وسجلت ما شاهدته من تحركات وأعداد الجنود والدبابات.
تمكنت “فرحانة” من نقل خرائط ومعلومات سرية من سيناء إلى القاهرة، حيث كانت تقيم عند المجاهد “اشتيوى الحبانين” بوسط العريش وتستلم منه المعلومات.
وقطعت “المجاهدة فرحانة ” مسافات طويلة سيرًا على الأقدام، في طرق خطرة، وكانت تسترشد بالنجوم حتى تصل إلى النقاط المتفق عليها، مثل منطقة الدهيشة والقصب والهبش..
وتلقت أم داود خريطة لمطار الجورة فى الشيخ زويد، وأخفتها داخل ثوبها بعد خياطتها، ثم تمكنت من إيصالها إلى القاهرة بنجاح وكانت تنقل أيضًا أسلحة وصورًا فوتوغرافية لمستعمرات إسرائيلية فى الشيخ زويد، وتخفيها بذكاء.
وفي موقف من ضمن المواقف العديدة التي تعرضت لها المجاهدة فرحانة، أوقفتها نقطة تفتيش مصرية عند القنطرة، حيث تم العثور على فيلم مخبأ فى “الصوفية” وهو الحزام الذى تلف بها وسطها وعند اكتشافه، قام الضابط المصرى بتكريمها ومنحها وجبة تكريمية، قبل نقلها إلى القاهرة لاستكمال المهمة.
وكانت فرحانة تُرسل رسائل مشفرة عبر الإذاعة إلى المجاهدين فى سيناء، وعند نجاح مهمتها كانت تبعث سلامها عبر الراديو، مما جعل المجاهدين يحتفلون ويوزعون الحلوى فرحًا بنجاح العملية.
لم ينته مشوار نضالها بعد أن سقطت فى قبضة المخابرات الإسرائيلية؛ وتظاهرت بالموافقة على التعاون معهم وطلبوا منها تجنيد أشخاص بالقاهرة، لتعود وتبلغ المخابرات المصرية بالتفاصيل، وتحافظ على سرية مهامها حتى عادت إلى سيناء فى الثمانينيات بعد تحريرها.
مثلت المجاهدة فرحانة رمزًا للإنسانية والتواضع، وتبرعت بخاتمها الذهبى الوحيد لصالح بناء مستشفى حياة للأورام بسيناء.
وتعتبر الحاجة فرحانة ملهمة للعديد من الشخصيات السيناوية، حيث يزورها الإعلاميون ورواد العمل المدنى طلبًا لنصائحها وحكمتها الحياتية.
حصلت أم داود على تكريمات عدة؛ أبرزها من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى عام 2021، خلال تكريم الأمهات المثاليات.
وحصلت كذلك على تكريمات من المجلس القومى للمرأة، وتكريم من مؤسسة حياة للتنمية، ومن إذاعة شمال سيناء، ومن حزب حماة الوطن.