أخر الأخبار

الأرض المحروقة بقلم : لواء حسام سمير

يمكن لنا أن نتعرف وبشكل مؤكد عن الاستراتيجية العسكرية التى تنتهجها دولة الاحتلال من خلال سياسة حرب الأرض المحروقة
اسرائيل تعى ماتفعل وماتهدف إليه وهاهى ماضية وبقوة نحو تحقيق ماتصبو إليه
وبعد أن انتهت من التدمير الكامل لقطاع غزة منعت وصول الإمدادات الغذائية من الخارج لسكان الشمال بعد أن طوقت القطاع وهدمت ماتبقى من الأنفاق ..وهى قد حددت منطقة بعينها تتولى من داخلها صرف الغذاء إلى سكان الشمال وتحت إشرافها المباشر فى إشارة قوية إلى الغزاويين بأنها حققت النصر ومعها تصدر لهم علامات اليأس والسيطرة والاخضاع
وقد اهتمت بتكريس جزء من قواتها فى الجزء الشمالى للقطاع ولمسافة 30ك متر ..تجتزها من ارض القطاع لتجعلها منطقة خالية مع حدودها الجنوبية ..بينما تدك الأن بلدات بأكملها فى الجنوب اللبنانى ..وكأن النيران الاسرائيلية تطارد بقوة القرار 1701 .وتذهب به بعيدا أملا فى إضافة المزيد له لصالحها فى حالة أن يبنى عليه إذا ماتوقفت الحرب يوما ما
والهدف أيضا لايخرج عما يحدث فى شمال قطاع غزة ..تحرق الأرض حتى نهر الليطانى لتضمن الأمان لسكان الشمال الاسرائيلى فى عودة أمنة لبلداتهم
بينما يمكن فى هذه الحالة تنفيذ الاتفاق الأممى السابق بالسماح للجيش اللبنانى بالتواجد فى هذه الأرض المحروقة بدلا من قوات حزب الله
وفى خلال مدة الحرب التى امتدت لأكثر من عام أطلت الخلافات من حين لأخر بين رئيس وزارئها ووزير دفاعها ..إلا أن الأخير قد وعد بإنهاء مشكلة الجنوب اللبنانى خلال أسبوعين باسكات صواريخ حزب الله وضرب مستودعات الذخيرة لكبح جماحه واسكات مدافعه
وقد بدأت بوادر خلاف جديدة بين نتانياهو وغالانت فالأخير يرى أن جيشه قد حقق أهدافه ولابد أن يكون الحل السياسى بديلا الأن بالحل العسكرى ..إلا أن الأول ومجموعة المتطرفون فى الحكم المتشدد يمضون بجنون غير عابئين بالقتل والتدمير والتجويع والتعطيش اللانسانى
وقد استطاع نتانياهو أن ينتزع وهو على هامش زيارته الرسمية للولايات المتحدة الأمريكية التى تمت من أكثر من شهرين وعدا مبنى على اتفاق مع ترامب مرشح الحزب الجمهورى مفاده أن يحقق نتانياهو أكبر المكاسب فى حرق الأرض على أن ذلك حتما سيضعف الحزب الديمقراطى الحاكم ومرشحته الرئيسية هالارى كامالا ويسقطه فى الانتخابات القادمة على أن يأتى ترامب ويضع اسرائيل على مائدة التفاوض وهى تتفاوض على ما انتهت إليه لا إلى ماكان الوضع عليه قبل السابع من أكتوبر من العام الماضى
تبذل مصر كل المساعى وتقدم الاقتراحات المختلفة بغرض ايقاف الحرب وإنقاذ سكان غزة المشردين
وهى متحملة وشعبها الأبى تبعات الحرب وتأثيرها وفقدها 6 مليار دولار من إيراد قناة السويس السيادى وهى تواجه أزمة اقتصادية خانقة امتدت
أثارها منذ الحرب الأوكرانية الروسية
مجموعة الاغتيالات التى حدثت فى الفترة الماضية لقيادات حماس .. قد ذهبت بأجنحة القيادة السياسية والعسكرية لها ..مما غير فى الموقف بظهور مجلس قيادى للحمساويين قد يذهب بنا إلى وقف نارإطلاق مؤقت .وتبادل جزء من الرهائن ..وقد يكون بداية لاتفاق متكامل إذا ما رأت حماس أن تندمج فى السلطة الفلسطينية ..الأمر شديد التعقيد ومتشابك ومتعدد الأطراف ومختلف فى وجهات النظر لكل طرف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى