الزهرة العناق تكتب: شباب اليوم بين التيه و التقليد الأعمى

 

لم يعد التحدي اليوم في تعليم الشباب كيف يفكرون، بل في انتشالهم من دوامة السطحية التي تستنزف عقولهم. شباب يبحث عن ذاته في مرآة الآخرين، يطيل الشعر ظنا أن الهيئات تصنع الهويات، و يتشبه بالنساء كأنما المظهر بات بوابة لتحقيق القبول. والنتيجة؟ جيل مشتت بين صخب الموضة وسطحية الاهتمامات، بعيد كل البعد عن جوهره الأصيل.

✍️… غربة بين الجسد والعقل

ما نشهده اليوم ليس مجرد ميل نحو التقليد، بل هو هروب من الذات الحقيقية. الشباب بات أسيرا لصورة مصطنعة، تفرضها الشاشات و أيقونات الموضة. العيون جاحظة، لا لأنهم مندهشون من العالم، بل لأن تركيزهم منصب على ما هو زائل. همهم الوحيد أن يحاكي مظهرهم ما يستهويهم من رموز العصر، يغفلون بذلك عن أعظم مسؤولياتهم: تشكيل ذاتهم الخاصة.

✍️تراجع الاهتمام بالدراسة: العلم عدو؟

حين نتحدث مع هؤلاء عن الدراسة أو السعي لبناء مستقبل، نفاجأ بنفورهم وكأننا نتحدث عن عبء لا يحتمل. الكتب باتت عدوا يهدد ساعات الترفيه، والدروس أضحت ثقلا يعيق متعة اللحظة. في المقابل، إذا ذكرت الأفلام أو الألعاب، يقبلون عليها وكأنها جواز مرور إلى عالم مواز يمنحهم وجودا مؤقتا.

✍️أين تكمن المشكلة و ما السبب؟ إنها معادلة مقلوبة، حيث الأهداف الكبرى تهمل، بينما تقدم أشياء سخيفة على أنها غايات. العقول مشغولة بما لا نفع فيه، تتراكم الخسائر: ضياع الوقت، ضمور القدرات، و انحدار في مستوى الطموح.

✍️الرحمة الاستثنائية: أمل

“إلا من رحم ربي” – نعم، هناك من الشباب من نجا من هذا التيه. هؤلاء يدركون أن الجوهر أهم من المظهر، وأن بناء العقل والروح أعظم من أي تصنع. هم قلة، لكنهم يشكلون الأمل في غد أفضل. يقرأون، يتعلمون، و يتحدون التيار السائد، مدركين أن الأصالة لا تحتاج إلى تقليد، وأن النجاح يحتاج إلى صبر وجد، لا إلى مظاهر عابرة.

✍️العودة إلى التعاليم الإسلامية: الحل في التوجيه والوعي

التحدي الأكبر ليس في انتقاد هذا الجيل، بل في توجيهه نحو إدراك ما يضيع منه. لابد من إعادة غرس قيم العلم والمعرفة، وإقناعهم أن النجاح لا يختزل في صورة يحكيها الجميع، بل في بناء ذات فريدة وقادرة على التأثير. يجب أن يدركوا أن الوقت الذي يضيع لن يعوض، وأن الحياة الحقيقية ليست في ما تقدمه الشاشات، بل في ما يبنون بأنفسهم.

أخيرا وليس آخرا ، شباب اليوم بحاجة إلى :

وعي يعيد ترتيب الأولويات

إلى من يخبرهم أن العقول التي تنشغل بالتفاهات و تهمل ما هو أعظم ستؤدي بهم إلى سلسلة من الخيبات المتكررة. أما إذا اختاروا الطريق الصحيح، سيكتشفون أن وراء كل لحظة اجتهاد مستقبلا أفضل، وأن وراء كل كتاب يفتح بابا لحياة لا تشبه أحدا غيرهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى