حكم الإسلام في الطرق التعبدية .. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله أحاط بكل شيء خبرا، وجعل لكل شيء قدرا، وأسبغ على الخلائق من حفظه سترا، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله إلى الناس كافة عذرا ونذرا، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، أخلد الله لهم ذكرا وأعظم لهم أجرا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين ثم اما بعد، إن حب الظهور والرياء والسمعة على حساب الآخرين خلق من أخلاق ذوي السخرية والإستهزاء وأصحاب النفوس المريضة فهم كالنباتات السامة الضارة التي تتسلق على الأشجار الباسقة والثمرات الطيبة لتفسدها وتشوه صورتها، ولهذا لا غرابة أن نجد أصحاب الكبر والإعجاب بالنفس يتخلقون بخلق السخرية.
وغمز ولمز المؤمنات لما انطوت عليه تلك النفوس الشريرة، وإن حكم الإسلام في الطرق التعبدية والواجب على المؤمن أن يتعبد بما قاله الله ورسوله وبما شرعه الله ورسوله، ولا يتعبد بما رآه الشيخ فلان أو صاحب الطريقة فلان لأن هذه الطرق محدثة، وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم “من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد يعني، فهو مردود، وقال الله عز وجل في كتابه الكريم كما جاء في سورة الأنعام ” وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ” وعندما سأل عن الصوفية فقيل أنه ليس للطرق الصوفية أصل في الشرع فيما نعلم، بل هي محدثة وبدع منكرة، وما كان فيها من ذكر شرعي أو عمل شرعي فما جاء به الكتاب والسنة يغني عنه.
فالواجب على أهل الإسلام أن يتلقوا علومهم وأعمالهم عن كتاب الله تعالي، وعن سنة رسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم لا عن الطرق الصوفية، وما قد يوجد في بعضها من أعمال طيبة أو أقوال طيبة فإنما كانت كذلك لكونها متلقاة عن الله وعن رسوله، لا عن الشيخ فلان أو صاحب الطريقة فلان، لا، فالحق الذي في أي طريقة من طرق الصوفية إنما يقبل لأنه جاء عن الله وعن رسوله، لا لأنه مأخوذ عن الصوفية أو عن شيخ الصوفية فلان أو فلان، والواجب على المؤمن أن يتعبد بما قاله الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم وبما شرعه الله ورسوله، ولا يتعبد بما رآه الشيخ فلان أو صاحب الطريقة فلان لأن هذه الطرق محدثة.
وصراط الله تعالي هو ما جاء به نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم من القول والعمل والعقيدة، فليس لأحد أن يحدث شيئا ويسميه طريق الشيخ فلان أو طريق الشيخ فلان، والواجب على المسلمين جميعا ومنهم الصوفية أن يتلقوا أعمال الشريعة وعبادات الشريعة عن ربهم وعن نبيهم محمد صلي الله عليه وسلم لا عن آراء الناس، وقد وضح النبي صلي الله عليه وسلم العبادات بأفعاله وأقواله، ثم بينها أصحابه رضي الله عنهم، فعلينا أن نتبع ولا نبتدع، وعلينا أن ندعو إلى كتاب الله تعالي وإلى سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن نستغني بهما عما أحدثه الناس من الصوفية وغيرهم.