الزهرة العناق: سأعيرك مرآتي
خذ مرآتي بين يديك، ليس لترى ملامحك التي اعتدتها، بل لتكشف ما وراءها من ظلال تختبئ في أعماقك.إنها مرآة مختلفة؛ لا تعكس وجها عابرا، بل تعيد إليك نفسك كما هي، دون زيف الأقنعة أو خداع الزمان.
في هذه المرآة سترى حقيقة لم يجرؤ أحد على إخبارك بها: ستلتقي بضعفك الذي حاولت طمسه، وبقوتك التي نسيت أنها تسكنك. ستواجه أحلاماً تركتها على عتبات التردد، ونداءات في قلبك تجاهلتها وسط صخب الحياة.
حين تنظر في هذه المرآة، لن تقاس قيمتك بمظهرك أو بما تملكه، بل بما تمنحه للآخرين من روحك. ستدرك أن الجمال ليس فيما تراه العين، بل فيما تتركه في نفوس من مررت بهم.
قد ترى جروحا لم تلتئم، لكنك ستدرك أنها جزء من رحلتك؛ دروس محفورة على صفحات عمرك. وقد تجد شتاتا متناثرا، لكنه ليس إلا إشارة إلى أن بذاخلك مساحة لإعادة البناء، كلما أردت أن تبدأ من جديد.
سأعيرك مرآتي لتكتشف ذاتك كما لم تفعل من قبل. لا لتأسف على ما كنت عليه، بل لتتصالح مع ما أنت عليه الآن. ففي هذه اللحظة، وأمام هذه الحقيقة الصامتة، تبدأ رحلتك نحو التغيير الحقيقي.
