الحكم على 4 موظفين بمستشفى أم المصريين تسببوا بعاهة مستديمة لـ طفل

متابعة -رانيا البدرى
أودعت الدائرة 23 جنايات الجيزة، برئاسة المستشار مدني دياب مهران وعضوية المستشارين وائل فاروق وأحمد عبدالعاطي، وبحضور علي فرج وكيل النائب العام، وأمانة سر أيمن أحمد عبداللطيف، حيثيات الحكم على 4 متهمين في القضية رقم 166 لسنة 2024 كلي جنوب الجيزة، والمتهمين فيها باختلاس تذكرة علاج طفل والتزوير في محررات رسمية.
وقالت محكمة جنايات الجيزة في حيثيات الحكم أنه بعد تلاوة أمر الإحالة وسماع طلبات النيابة العامة وسماع شهادة شاهد الإثبات الأول وتلاوة أقوال باقي شهود الإثبات لغيابهم، وبعد سماع مرافعة دفاع المتهمين الأول والثالث والرابعة ومن حيث إن المتهمة الثانية لم تحضر رغم إعلانها ومن ثم يجوز الحكم في غيبتها بموجب المادتين 384 و368 من قانون الإجراءات الجنائية.
ومن حيث إن وقائع الدعوى حسبما استقر في عقيدة المحكمة وإطمأن إليها وجدانها مستخلصة من سائر أوراقها وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسات المحاكمة تتحصل في أنه في الساعات الأولى من صباح الثالث من أغسطس 2023 تعالت صرخات الطفل سليم طارق الذي لم يبلغ من العمر عامه الأول الذي كان يحاول مثل أقرانه في عمره أن يحبو محاولا الوقوف على قدميه الضعيفتين، إلا أنه لم ينجح في ذلك وسقط أرضا على يده اليسرى فهرع والداه لإستطلاع أمره فما كان منهما إذاء صرخاته التي لا تنقطع إلا أن أسرعا دون تفكير لتداركه بالإسعافات اللازمة فلجئا لمستشفى الهلال الأحمر حيث كانت الساعة الرابعة فجرا فقابلهما طبيب مقيم فناظر حالة الطفل وأجرى له الأشعة اللازمة وتبين له تورم وإحمرار الذراع الأيسر للطفل وأجرى له أشعة سينية وطلب من والده إجراء بعض التحاليل اللازمة خارج المستشفى لعجز فني التحاليل بالمستشفى عن سحب العينة من ذراع الطفل.
وتابعت الحيثيات، هرع والد الطفل وبصحبته والدته وساقهما القدر إلى مستشفى أم المصريين العام، فتوجها إلى كاتب الإستقبال وتحصلا على تذكرة علاج موجهة لقسم طوارئ العظام، وما أن دخلوا غرفة الكشف حتى طلبت المتهمة الثانية الممرضة / نادية رمضان هنداوى سيد تذكرة العلاج لتدوين محتواها بدفتر إستقبال الطوارئ واعادتها لوالد الطفل المجني عليه وقامت بتوجيهه للمتهم الثالث فنى العظام / معتز عبد الحميد محمد ” الدكتور معتز” ، المتواجد بذات الغرفة – والذي إعتاد مزاولة مهنة الطب بتوجيه وبإتفاق ومساعدة من المتهم الأول – مدعية أنه الطبيب النوبتجي وهي تعلم أنه مجرد فني عظام بالمستشفى، فقام بالإطلاع على الأشعة التى كان قد تحصل عليها والد الطفل المجنى عليه من مستشفى الهلال الأحمر ، ووقع الكشف الطبي على الطفل مقرراً لوالده أن الطفل بحاجة لعمل جبيره على يده اليسري وقام بتدوين التشخيص والعلاج بتذكرة العلاج ووقع عليها باسم المتهم الأول الطبيب / علاء حسن سعد الشافعي – الذي لم يكن متواجداً بالنوبتجية.وكلف المتهمة الرابعة / رضا أحمد محمود حسين – العاملة بالمستشفى الحاصلة على شهادة محو الأمية – بتثبيت الجبيرة بيد الطفل ، وهو يعلم بأنه ليس مختص بتوقيع الكشف الطبي على المرضى ، قاصدا تزوير تذكرة علاج الطفل ، لستر غياب المتهم الأول عن أعمال النوبتجية بناء على إتفاقهما ومساعدة المتهم الأول له فنفذت المتهمة الرابعة ما كلفت به رغم علمها بأن المتهم الثالث ليس طبيبا ولیس منوطا به توقيع الكشف الطبي على المرضى. وكان المتهمين الأول والثالث والرابعة قد بيتوا النية وعقدوا العزم على المساس بالسلامة الجسدية لأي مريض يقدم الى غرفة كشف العظام خلال فترة النوبتجية الليلية للمتهم الأول ، ووضعوا خطة تنفيذ ما صمموا عليه بأن يخلي المتهم الأول مكتب طبيب قسم العظام ليجلس المتهم الثالث محله ، ليقوم بتوقيع الكشف الطبي واتخاذ ما يراه من أجراء طبي وتحرير العلاج للمرضي.
كما أن المتهمين الثالث والرابعة قد عقدا العزم و بيتا النية على إحداث إصابة الطفل المجني عليه / سلیم طارق فتحى – عمداً مع سبق الإصرار – بأن إتفق معهما المتهم الأول على توقيع الكشف الطبي علي الطفل وإتخاذ الإجراءات الطبية نحوه، وساعدهما بأن أمدهما بالتعليمات اللازمة لتركيب الجبيرة الطبية فأحدثوا إصابته الموصوفة بتقرير مصلحة الطب الشرعي والتي نشأ عنها عاهة مستديمة يستحيل برؤها تمثلت في بتر ذراعه الأيسر وقدرت نسبة العجز ۷۰% فتمت الجريمة بناء على هذا الإتفاق وتلك المساعدة.