لغة الدموع .. بقلم/ الزهرة العناق

 

حين يعجز اللسان عن نطق الحكايات، تتحدث الدموع بلغة لا يفهمها إلا من ذاق مرارة الفقد و لطمة الخذلان.

كل دمعة هي جملة مكتوبة بماء القلب، تنساب لتكشف عن شعور دفين، وتعبر عن ألم صامت أو فرحة مباغتة. ليست الدموع ضعفا كما يظن السطحيون، بل هي مرآة نقاء الداخل، لا تزيف ولا تتلون، بل تأتي صادقة كما هي، تشهد على حقيقة ما نخفيه خلف ابتساماتنا المصطنعة.

تنساب الدموع حين تصطدم الروح بجدار القدر، حين تصبح الكلمات ثقيلة وتتحول المشاعر إلى ثقل يصعب تحمّله. هناك دموع تأتي لتحيي ما مات فينا، وهناك دموع تغسل خطايانا وتطهر أرواحنا من شوائب الدنيا.

وفي لغة الدموع، هناك ألف معنى لا يقال:

دموع الشوق تسافر حيث لا تصل الرسائل.

دموع التوبة تفتح أبواب السماء.

دموع الخيبة تنحت في القلب بصمت، حتى لا يسمع وجعها.

الدموع ليست شكوى، بل صلاة خفية، تخرج من عمق الروح كأنها اعتراف صامت بأننا نحتاج إلى رحمة أوسع من حدود البشر. حين تبكي، تكتب قصيدة دون حروف، و تنحت في نفسك أثرا لا ينسى، يكبر معك، لكنه لا يرى.

لغة الدموع هي أصدق اللغات، إذ تبوح بما يعجز عنه اللسان، وتترك أثرا عميقا لا يمحوه الزمن، فلا تخجل يوما من أن تجعل روحك تتكلم بها؛ فربما في دمعة واحدة، تجد نفسك من جديد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى