إلى القلوب الجافة و إيقاظ الضمير الإنساني .. بقلم: الزهرة العناق

 

في زمن تشتعل فيه النيران، وتزاحمت فيه صور الخراب والدمار في أذهان الناس، ينبغي علينا أن نعيد النبض للقلوب التي جفتها رياح الحقد والكراهية.

الإنسانية الحقيقية هي الشاهد الصامت الذي لا يفرق بين دم وآخر، ولا يقيس الألم بمقياس العرق أو الدين.

من المؤسف أن نجد أنفسنا في عالم تملأه الصراعات، وفي خضم هذا، نجد أن أصوات الأبرياء تخنق، وأحلامهم تتبخر تحت وطأة عنف ليس لهم ذنب فيه. تلك القلوب التي تقصف أحلامها دون تمييز، ألا تستحق أن ننظر إليها بعيون الرحمة؟

ألا تستحق أن نتساءل:إلى متى سنترك الإنسانية تسحق تحت أقدام المصالح؟

هنا، بعيدا عن ضجيج الإعلام وتضليل الأخبار، نقف لنسائل أنفسنا:هل هذه الأرض أحق بأن تحتضن السلام؟ هل هؤلاء الأبرياء لا يستحقون سوى عذابات لا نهاية لها؟

علينا أن ندرك أن الإنسانية ليست حكرا على أحد، وأن لا أحد يمتلك حق تجريد الآخرين من إنسانيتهم وكرامتهم. إن المعركة الحقيقية ليست معركة من أجل الأرض فحسب، بل معركة من أجل المبادئ والقيم، معركة لحق كل فرد في العيش بكرامة وحرية، بعيداً عن الهدم والتشريد.

أين نحن من قيم الإنسانية والأخلاق؟ كيف يغض الطرف عن ألم الأطفال، وتتحول صرخات الأرامل إلى مجرد أرقام في صفحات الأخبار؟

إذا أردنا حقا إحياء القلوب، يجب علينا أن نستمع لصوت الحقيقة، الحقيقة التي تقول إن العنف لا يولد سوى المزيد من العنف، إن السلام الحقيقي هو الطريق الوحيد لشفاء هذه الجراح. إن اليد التي تمتد بالسلام لا تلوثها الدماء، وإن القلب الذي يسعى للعدل لا يعرف التمييز.

الإنسانية هي صرخة كرامة، وأن كل من يسعى إلى السلام هو منارة للحق في هذا العالم المليء بالظلام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى