“التطوع: بوابة المستقبل لتمكين الطلبة وبناء مجتمعات مزدهرة”
بقلم أ/ هبة التلاوي - معلمة بدولة الإمارات العربية المتحدة

في عالم سريع التغير، أصبح من الضروري تزويد الطلبة بالمهارات اللازمة ليس فقط في مجال الدراسة الأكاديمية، بل أيضًا في بناء شخصياتهم والمساهمة في مجتمعاتهم. من أبرز الطرق التي تساعد الطلبة على تحقيق ذلك هي من خلال العمل التطوعي. يمثل التطوع منصة للتعلم العملي، ويمكن أن يكون له تأثير هائل على مسار الطالب المهني والشخصي.
أولًا: تعزيز المهارات الحياتية والقيادية
من خلال العمل التطوعي، يكتسب الطلبة مهارات حياتية مثل التواصل الفعّال، العمل الجماعي، وإدارة الوقت. علاوة على ذلك، يتيح لهم التطوع تولي مسؤوليات قيادية، وهو ما يساعدهم على بناء الثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ القرارات. هذه المهارات لا يتم اكتسابها عادةً في الفصول الدراسية التقليدية، مما يجعل التجارب التطوعية ذات قيمة إضافية في تعزيز الاستعداد لمواجهة تحديات الحياة المستقبلية.
ثانيًا: تعزيز الانتماء والمواطنة الفعّالة
عندما يشارك الطلبة في الأعمال التطوعية، يشعرون بالانتماء إلى مجتمعاتهم. هذا الشعور بالانتماء يعزز مفهوم المواطنة الفعالة، حيث يدركون أهمية الإسهام في رفاهية المجتمع والعمل من أجل تحسينه. يعزز التطوع الحس بالمسؤولية الاجتماعية ويشجع على تعزيز القيم الإنسانية مثل التضامن والتعاطف.
ثالثًا: بناء شبكة علاقات مهنية وشخصية
من خلال الانخراط في مشاريع تطوعية، يتاح للطلبة فرصة التواصل مع شخصيات قيادية وأفراد من مختلف المجالات، مما يمكنهم من بناء علاقات وشبكات مهنية. هذا التفاعل يفتح أمامهم آفاقًا جديدة قد تسهم في توجيه مسارهم الوظيفي مستقبلاً، كما يساعدهم على بناء صداقات ذات طابع إيجابي.
رابعًا: تجربة تعليمية ميدانية
التطوع يعتبر فرصة عملية للتعلم خارج جدران الفصول الدراسية. فهو يمكّن الطلبة من مواجهة تحديات واقعية، سواء في العمل مع الفرق أو في حل المشكلات، وهو ما يعزز من تطبيق المعارف النظرية في الحياة العملية. هذه التجارب تزيد من فهمهم للعالم الخارجي وتمنحهم نظرة شاملة عن تأثيراتهم المحتملة في مجتمعاتهم.
خامسًا: تحقيق الاستدامة الشخصية والمجتمعية
يُعد التطوع أداة لتعزيز قيم الاستدامة على المستوى الشخصي والمجتمعي. فالطلبة الذين يشاركون في أنشطة تطوعية يطورون حسًّا عميقًا بأهمية الاستدامة والعمل لصالح الأجيال القادمة، سواء كان ذلك من خلال المشاريع البيئية أو المبادرات التعليمية أو غيرها.
لا يقتصر دور التطوع على تحسين مهارات الطلبة وبناء شخصياتهم، بل يتعدى ذلك ليشمل إحداث تأثير ملموس في المجتمع. يعد التطوع بوابة للتعلم المستمر والتطور الشخصي والمهني، وهو استثمار في المستقبل. لذلك، ينبغي تعزيز ثقافة التطوع بين الطلبة من أجل بناء جيل واعٍ، مسؤول، ومشارك في تنمية مجتمعه.