الزهرة العناق تكتب: أجنحة الصبر

يقولون الصبر مفتاح الفرج
وأنا أقول: الصبر ملاذ القلوب الحائرة، و ملجأ النفوس الصابرة، إذ يعلمها فن الهدوء في زمن العواصف، و يغرس في أعماقها أملا لا ينطفئ.
إنه وقفة سامية على أعتاب الرضا، وسكينة ترسو بين جنبات الألم، يحملنا على جناحيه كطائر يبحث عن بزوغ الفجر، ويحيطنا بوهج طاهر يضفي على أرواحنا نوراً من عطف الله ورحمته.
يا من تبحث عن طمأنينة تتخطى ضجيج الدنيا و صخبها، دعني أهمس لك بسر يحاك في صمت الوجدان؛ ثمة جمالٌ خفيٌ يكتنز في أعماق الانتظار، كأن الأيام بقدرها تنسج لنا رداء الصبر، يغدو دفء يلامس أرواحنا حين يشتد عليها البرد.
في أروقة الصبر، تنمو بذور القوة، فنحن لا ندرك عظمة الأشياء إلا بعد أن نمضي بين وديان الألم، ولا نعرف معنى النور إلا حين نجرب شدة الظلام. فكأن كل لحظة تمر بنا تزرع فينا درسا، وكل تأخير يكمن خلفه معنى وحكمة، كأن الحياة تمهد لنا بما نحتاج لنكون أهلا لما ينتظرنا.
لا تيأس إن طال الطريق، ففي عمق كل تأخير حكمة منسية، وفي نهاية كل صبر شروق جميل، لا يناله إلا من عرف قيمة الانتظار وأجاد لغة الرضا.