المتحف المهجور .. الكاتبة: الزهرة العناق

 

في زوايا الصمت، تتبدى أدوات لا تقدر بثمن، تجرد الإنسان من بريقه العفوي، وتم إحالته إلى شيء مجرد، مرتب بعناية كآلات صدئة في متحف مهجور. تنمو حوله حكايات لا يسردها أحد، فتتراكم مثل غبار الأيام التي مضت بلا أثر.

أصبح الإنسان معلق في زمن عتيق، بلا صدى ولا نبض، يتماهى مع أشياء لا حياة فيها، يلتف حولها كوشاح شتاء بارد. مكننة هذا الوجود تشبه قيودا غير مرئية، تفقده عفوية الحياة، و تحيله إلى تمثال جامد تحت ضوء باهت و تخدير المكننة، يتماهى في فضاء لا يرى فيه غير صمت جامد، و همسات من الماضي لا تسمع إلا بأذن شاعرة تتقن لغات الدهشة.

إنها حالة انكماش نحو الداخل، تجرد من الاندفاع، وتفتت لما كان يوما نابضا، يجعله شاهدا على زمن انقضى، يضمحل خلف زجاج المتاحف، كأنه أطلال إنسان لا تزال أصداء صمته تنطق بما تركه خلفه، إلا أن لا أحد يسمع، ولا أحد يرى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى