ثورة تعليمية بنكهة التكنولوجيا: توظيف الذكاء الاصطناعي في تعليم الطلبة أصحاب الهمم

بقلم أ/ هبة التلاوي - معلمة بدولة الإمارات العربية المتحدة

تتسارع الابتكارات يومًا بعد يوم، ولم يعد الذكاء الاصطناعي حكرًا على المؤسسات التكنولوجية أو المختبرات العلمية، بل توسع ليشمل مجالات الحياة المختلفة. من بين تلك المجالات التي شهدت تحولًا كبيرًا بفضل هذه التقنية هو التعليم، وبشكل خاص التعليم للطلبة أصحاب الهمم. فالذكاء الاصطناعي أصبح شريكًا مهمًا ورئيسيًا في رحلتهم التعليمية، حيث يُساهم في كسر الحواجز التي لطالما كانت عائقًا أمام تحقيق إمكاناتهم.

تخيل طالبة تعاني من صعوبات تعلم محددة، تجد نفسها بين مئات الصفحات، حيث يشكل كل سطر عبئًا جديدًا. هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي كمرشد ذكي، قادر على تخصيص المحتوى التعليمي حسب احتياجاتها الخاصة. باستخدام تقنيات التعلم التكيفي،  حيث يتتبع الذكاء الاصطناعي تقدم الطالبة ويحلل نقاط قوتها وضعفها، ويقدم لها الدروس بطريقة تفهمها بشكل أفضل بناءا على احتياجاتها الخاصة .

وبالنسبة للطلبة أصحاب الهمم ذو  الإعاقات السمعية أو البصرية، توفر أدوات الذكاء الاصطناعي حلولًا جسريه تربطهم بالعالم الكبير .هذه  التقنيات من  تحويل النص إلى كلام (Text-to-Speech) والكلام إلى نص (Speech-to-Text) أصبحت أدوات تواصل أساسية. يمكن للطالب الكفيف الاستماع إلى الدروس بسهولة، بينما يمكن للطالب الذي يعاني من ضعف السمع قراءة ما يُقال في الفصل بفضل الترجمة الفورية للكلام إلى نص.

تخيل معلمًا شخصيًا متاحًا على مدار الساعة، لا يعرف التعب أو الانشغال. هذا هو الواقع الذي يقدمه الذكاء الاصطناعي عبر روبوتات المحادثة التعليمية (Chatbots) التي تجيب على استفسارات الطلبة وتذكّرهم بالمواعيد الدراسية، وتساعدهم في حل المسائل المعقدة. هذه الروبوتات تتكيف مع احتياجات كل طالب على حدة وتراعي مستويات الفهم المختلفة.

في النهاية، يقدم الذكاء الاصطناعي للطلبة أصحاب الهمم تمكينًا غير مسبوق. يساعدهم على التعلم بطرق تناسب احتياجاتهم  المختلفة  ويخلق بيئة تعليمية مرنة وشاملة. كما يوفر المزيد من الاستقلالية، حيث يتعامل الطلبة مع الأدوات التعليمية مباشرة دون الحاجة إلى وساطة مستمرة من المعلمين أو الأهل.

إن توظيف الذكاء الاصطناعي في تعليم الطلبة أصحاب الهمم ليس مجرد وسيلة تعليمية، بل هو ثورة حقيقية في هذا العالم ،حيث  تقدم حلولًا جذرية للعديد من التحديات التقليدية، وتفتح الأفق نحو مستقبل تعليم أكثر شمولًا وعدالة لهذه الفئة المميزة في المجتمع .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى