فن التعامل مع أنماط التعلم

بقلم / ياسمين عبد الحميد مصطفى - معلمة اللغة العربية بدولة الإمارات العربية المتحدة

في عالم التعليم المتجدد، تتزايد الحاجة لفهم أعمق لأساليب التدريس التي تتماشى مع أنماط التعلم المختلفة.

ما هو نمطك في التعلم؟ لكل منا نمطه المفضل في التعلم ذلك النمط الذي يجعله أكثر فعالية واستمتاعاً وسيساعدك اكتشاف النمط الخاص بك في مضاعفة قدرتك على التعلم والاستيعاب ويسهل عليك تجاوز العقبات التي يمكن أن تواجهها أثناء التعلم.

لذلك يعرض المقال الحالي أنماط التعلم إذا قام العلماء والمتخصصين بتقسيم الطلاب إلى ثلاثة أقسام حسب أنماط التعلم وهي: المتعلم البصري ، المتعلم السمعي، المتعلم الحركي

فلكل طالب طريقته الخاصة في استيعاب المعلومات، ما بين المتعلم البصري الذي يعتمد على الصور والمخططات، والمتعلم السمعي الذي يفضّل الاستماع، والمتعلم الحركي الذي يستوعب بالتجربة والحركة. التعامل مع هذا التنوع يعد تحديًا وفرصة في نفس الوقت.

بدايةً، كيف يمكننا تحديد نمط التعلم الخاص بكل طالب؟ وهنا تأتي أهمية التفاعل والملاحظة، حيث يمكن للمعلم أن يلاحظ ميول الطلاب ويجري استبيانات بسيطة تكشف عن نمط تعلمهم المفضل. ويصبح دور المعلم محوريًا في تعديل أنشطته وأساليبه ليلبي احتياجاتهم، مما يزيد من تفاعل الطلاب مع المادة التعليمية ويعزز فهمهم العميق لها.

طرق مبتكرة لتحفيز أنماط التعلم المختلفة

1. استخدام القصص التفاعلية لجميع الأنماط

  • تقديم الدروس عبر قصص تفاعلية يدمج الأنماط المختلفة، حيث يمكن للمتعلمين السمعيين الاستماع إلى السرد، بينما يستمتع المتعلمون البصريون بالصور والرسومات. إضافة خيارات تحفيزية، مثل تحريك عناصر أو تقديم اختيارات للقصة، يجذب المتعلمين الحركيين ويشجعهم على المشاركة.
  1. دمج التكنولوجيا التفاعلية
  • استخدام التطبيقات التعليمية والأدوات الذكية، مثل الواقع المعزز الذي يعرض العناصر التعليمية بشكل ثلاثي الأبعاد، يعزز فهم المتعلمين البصريين والحركيين. كما أن استخدام التسجيلات الصوتية أو مقاطع الفيديو المناسبة للموضوع يشرك المتعلمين السمعيين والبصريين على حد سواء.
  1. ورش عمل “التعلّم باللعب”
  • تنظيم ورش عمل تعتمد على اللعب التفاعلي، مثل الألعاب التعليمية الحركية أو الألغاز البصرية، يسهم في تحفيز المتعلمين الحركيين. يمكن إنشاء فرق أو أنشطة تعتمد على التحديات لتعزيز التفاعل والمشاركة بين الطلاب، مما يشجع المتعلمين السمعيين والبصريين أيضًا.
  • 4. التعلّم من خلال المشاريع التطبيقية
  • تقسيم الطلاب إلى مجموعات للعمل على مشاريع تطبيقية متعلقة بموضوع الدرس، حيث يمكن للمتعلمين الحركيين الانخراط في الأنشطة العملية، مثل التجارب العلمية أو المشاريع الفنية. كما يمكن للمتعلمين السمعيين والبصريين تقديم عروض تقديمية أو إنتاج مقاطع فيديو حول المشروع.
  1. استخدام الخرائط الذهنية التفاعلية
  • تعد الخرائط الذهنية وسيلة رائعة للمتعلمين البصريين، ويمكن تعزيزها باستخدام الألوان والرسومات التوضيحية. وللمتعلمين الحركيين، يمكن تحويلها إلى نشاط حيث يُطلب منهم بناء خريطة ذهنية على السبورة أو باستخدام أدوات ملموسة.
  1. تنظيم “رحلات تعليمية افتراضية”.
  • هذه الطريقة تجمع بين جميع الأنماط. يمكن استخدام تقنيات الواقع الافتراضي لإعطاء الطلاب تجربة غنية بصرية وحسية، مما يعزز استيعاب المتعلمين البصريين والحركيين. ويمكن إضفاء الطابع السمعي من خلال سرد المعلومات أثناء التجربة الافتراضية.
  1.  التعلّم بالمناقشات وجلسات التفكير الجماعي

فتح باب النقاش داخل الصف يعزز تفاعل المتعلمين السمعيين ويشجع المتعلمين البصريين على تسجيل الملاحظات. كما يمكن تحويل جلسات العصف الذهني إلى نشاط حركي، مثل تدوين الأفكار على بطاقات وتحريكها حول الطاولة، ليتفاعل المتعلمون الحركيون معها بشكل أفضل.

  1. محاكاة “الأدوار العملية”

إنشاء سيناريوهات تسمح للطلاب بلعب أدوار عملية تحاكي مواقف الحياة الواقعية. مثلاً، لعب دور المعلم أو الباحث، حيث يقدم المتعلمون البصريون عروضًا مرئية، ويعتمد المتعلمون السمعيون على القراءة بصوت عالٍ، بينما يتحرك المتعلمون الحركيون في الصف أو يمثلون السيناريو.

  1.  استخدام الألعاب الصوتية والمسابقات التفاعلية

يمكن إنشاء ألعاب تعتمد على الأسئلة الصوتية حيث يستمع الطلاب لمعلومات ويجيبون عليها، مما يلائم المتعلمين السمعيين، ويمكن تحويلها إلى مسابقة بحيث يتفاعل الجميع.

يجب على المعلمين تعزيز ثقافة الشمولية في التعليم، بحيث يشعر كل طالب بأنه قادر على النجاح من خلال اكتشاف أسلوب تعلمه الشخصي، وتوجيهه نحو تنمية مهاراته بأساليب محفزة تتوافق مع طبيعته. إن التعامل الذكي مع أنماط التعلم المختلفة لا يثري فقط بيئة الصف، بل يخلق جيلاً واعيًا بقيمته وقدراته الفريدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى