التقوى ميزان التفاضل .. الكاتبة/ الزهرة العناق

 

التقوى هي السراج المنير الذي يضيء دروب القلوب، هي المعيار السامي الذي يسمو بصاحبه فوق كل اعتبار زائل، فلا مكان للغرور حيث تتربع التقوى، ولا مجال للهوى حيث يكون الورع.

التقوى ليست كلمات تتلى، بل نبض يعكس النقاء، و جسر بين العبد وربه، بها تتلاشى الفوارق، و تسمو الأرواح فوق ظلال المظاهر، فتتزن القلوب في ميزان العدل الإلهي.

التقوى هي الدرع الحصين والنور المبين الذي يقود المؤمن في دروب الحياة، و يهديه إلى الصراط المستقيم، فهي سر يجمع بين القلب والعقل، و يصوغ في باطن النفس طهارة تزدهر بها الأفعال و تشرق بها الأعمال.

حين يدرك الإنسان أن التقوى ليست مجرد شعارات تتردد، ولا طقوس تمارس في وقت بعينه، بل هي حالة دائمة من اليقظة الداخلية، يتولد في أعماقه صدق السعي للتزكية والتجرد عن النزوات والأهواء.

التقوى ليست مقاما ينال بالحظ، بل هو جهد مستمر، ودأب لا ينقطع، وعزم يتجدد مع كل صباح ومساء، فلا تكمن قوتها في مجرد الامتناع عن المحظور، بل في قوة تحمل النفس على الصواب في السر والعلن، في البأساء والرخاء.

التقوى ميزان، ليس ميزانا للأموال أو الألقاب، بل ميزان الفضائل، ترفع الإنسان مكانة وإن كان مغمورا، وتخفض عنه الجاه والسلطة إن كان مقصرا في حق ربه ونفسه

التقوى ليست نورا خارجيا نزين به هياكلنا، بل زاد داخلي ينير قلوبنا، يجعل كل خطوة نحو الخير أثقل في ميزان الحق.

التقوى صابون للقلوب، فمن كانت التقوى عنوانه، وجد في قلبه سكينة لا تهزها الرياح، وراحة لا يضاهيها شيء، لأنها ترشده إلى حسن الظن بالله، وتذكره بأن الحياة فانية لا خلود فيها إلا للحق والعمل الصالح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى