سلبيات عمل المرأة خارج البيت .. بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة في الدارين وبعث فينا رسولا منا يتلو علينا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة وإن كنا من قبل لفي ضلال مبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تكون لمن اعتصم بها خير عصمة، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، أرسله الله للعالمين رحمة وأنزل عليه الكتاب والحكمة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد إن من سلبيات عمل المرأة خارج البيت فمنها ما يقع كثيرا من أنواع المنكرات الشرعية، كالإختلاط بالرجال والتعرف بهم والخلوة المحرمة والتعطر لهم، وإبداء الزينة للأجانب وقد تكون النهاية هي الفاحشة، وعدم إعطاء الزوج حقه، وإهمال أمر البيت والتقصير في حق الأولاد، ونقصان المعنى الحقيقي. 

للشعور بقوامة الرجل في نفوس بعض النساء فلنتصور امرأة تحمل شهادة مثل شهادة زوجها، أو أعلى وهذا ليس عيبا في ذاته، وتعمل براتب قد يفوق راتب زوجها، فهل ستشعر هذه المرأة بشكل كاف بحاجتها إلى زوجها وتتكامل لديها طاعة الزوج، أم أن الإحساس بالإستغناء قد يسبب مشكلات تزلزل كيان البيت من أساسه، إلا من أراد الله بها خيرا، وهذه مشكلات النفقة على الزوجة الموظفة والإنفاق على البيت لا تنتهي، وكذلك الإرهاق الجسدي والضغط النفسي والعصبي الذي لا يناسب طبيعة المرأة، وبعد هذه العرض السريع لمصالح ومفاسد عمل المرأة نقول لا بد من تقوى الله تعالي، ووزن المسألة بميزان الشريعة، ومعرفة الحالات التي يجوز فيها للمرأة أن تخرج للعمل من التي لا تجوز. 

وأن لا تعمينا المكاسب الدنيوية عن سلوك سبيل الحق والوصية للمرأة لأجل مصلحتها ومصلحة البيت وعلى الزوج ترك الإجراءات الإنتقامية وألا يأكل مال زوجته بغير حق، وكما أن من النصائح الهامه هو إشاعة خلق الرفق في البيت، فروي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا أراد الله عز وجل بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق ” رواه الإمام أحمد، وفي رواية أخرى ” إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليهم الرفق ” رواه ابن أبى الدنيا وغيره، أي صار بعضهم يرفق ببعض وهذا من أسباب السعادة في البيت، فالرفق نافع جدا بين الزوجين ومع الأولاد، ويأتي بنتائج لا يأتي بها العنف كما قال صلى الله عليه وسلم ” إن الله يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على سواه ” رواه مسلم.

وإن من النصائح الأسرية الهامه هو الحزم في تنظيم أوقات النوم والوجبات حيث أن بعض البيوت حالها كالفنادق لا يكاد قاطنوها يعرف بعضهم بعضا وقلما يلتقون، وبعض الأولاد يأكل متى شاء وينام متى شاء ويتسبب في السهر ومضيعة الوقت وإدخال الطعام على الطعام وهذه الفوضوية تتسبب في تفكك الروابط، وإستهلاك الجهود والأوقات وتنمي عدم الانضباط في النفوس، قد تعذر أصحاب الأعذار، فالطلاب يتفاوتون في مواعيد الخروج من المدارس والجامعات، ذكورا وإناثا، والموظفون والعمال وأصحاب المحلات ليسوا سواء، ولكن ليست هذه الحالة عند الجميع، ولا أحلى من إجتماع العائلة الواحدة على الطعام، وإستغلال الفرصة لمعرفة الأحوال والنقاشات المفيدة، وعلى رب الأسرة الحزم في ضبط مواعيد الرجوع إلى المنزل، والإستئذان عند الخروج، خصوصا للصغار وهم صغار السن أو صغار العقل الذين يخشى عليهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى