دلال ندا تكتب القطط في مصر القديمة

القطط في مصر القديمة
بقلم : دلال ندا
لطالما لعبت القطط دورًا بارزًا في الحياة اليومية والثقافة الدينية في مصر القديمة، حيث حظيت بتقدير واحترام كبيرين من المصريين القدماء، الذين نظروا إليها باعتبارها كائنات ذات أهمية رمزية ودينية واجتماعية.
الدور الديني والرمزي
ارتبطت القطط بعدة آلهة في مصر القديمة، أبرزها الإلهة باستت، التي كانت تُعبد كإلهة للحب والجمال والحماية والخصوبة. كان يُصوَّر جسدها كبشر برأس قطة، وعُدَّت القطط تجسيدًا لها على الأرض.
كان يُعتقد أن القطط تمتلك قدرات خارقة على الحماية، خاصة من الأرواح الشريرة والأمراض، ولهذا السبب كانت القطط تُحتفظ في البيوت كرمز للحماية الإلهية.
القطط في المنازل المصرية
كانت القطط تُعتبر حيوانات أليفة محبوبة في المنازل المصرية القديمة، حيث ساعدت في الحفاظ على المنازل والمخازن من القوارض والثعابين. وقد أدى هذا الدور العملي إلى تعزيز مكانتها، حيث رآها المصريون جزءًا من نظامهم الحياتي والزراعي.
تقديس القطط وحمايتها
كان قتل قطة، حتى عن غير قصد، جريمة يعاقب عليها القانون بعقوبات شديدة. كما كان يتم تحنيط القطط بعد وفاتها كعلامة على احترامها، ودفنها في مقابر مخصصة. اكتُشفت العديد من المومياوات للقطط في مواقع أثرية، مما يعكس مكانتها المميزة.
القطط كرمز سياسي وثقافي
امتدت أهمية القطط إلى السياسة، حيث كانت هدية مميزة تُرسل إلى الحكام والدول الأخرى. وبسبب قيمتها العالية، أصبحت القطط رمزًا ثقافيًا يعكس رفاهية ورفعة المجتمع المصري القديم.
الإرث الثقافي
لا يزال تأثير القطط في مصر القديمة حاضرًا في الثقافة المصرية حتى اليوم. فهي رمز للحكمة والغموض والحماية، كما تعكس ارتباط المصريين بالطبيعة واحترامهم للكائنات الحية.
كانت القطط أكثر من مجرد حيوانات أليفة في مصر القديمة؛ فقد جسدت الحماية والقوة والجمال، وربطتها صلة عميقة بالمعتقدات الروحية والآلهة. عبر الأزمان، بقيت القطط جزءًا من التراث الثقافي للمصريين، شاهدة على حضارة تعتز بعلاقتها مع الطبيعة.