أخر الأخبار

مسرح الحياة من خواطر الكاتبة والأديبه تهاني عدس

خاطرة بعنوان : مسرح الحياة

بقلم/ تهاني عدس

 

كما قال شكسبير:

“الدنيا مسرح كبير، والناس ما هم إلا ممثلون يؤدون أدوارهم على هذا المسرح»

يتجلى الفرق بين المسرحِ العادي ومسرح الحياة في أن مسرح الحياة ليس من وحي الخيال بل واقع حقيقي يُعد أكثر ألمًا ورعبًا.

في الحياة، منا مَنْ يصنع مِنْ نفسهِ بطلًا لقصتهِ، ومنا مَنْ يلعب دور الكومبارس، ومنا من يكتفي بالمشاهدةِ.

 

الممثلون منا يؤدون أدوارًا مختلفة في مسرحيةِ الحياة على خشبةِ مسرح الدنيا حسب السياق، يتقمصون شخصيات مصطنعة ليست شخصياتهم الحقيقية كي ينالوا رضا الجمهور، والجمهور لا يهتم إلا بأدائهم لتلك الشخصيات، لا يلتفت إلى ما يشعرون به من الداخل، فلا يستطيعون أن يكونوا على طبيعتهم وإلا غضب منهم الجمهور و ثار عليهم.

يُعد دور هؤلاء في الحياةِ أكثر صعوبة من غيرهم لأنهم مُجبرون على ارتداء عشرات الوجوه ويلعبون أدوارًا كثيرة يقومون فيها بدور الممثل والكومبارس و المخرج والمنتج في نفس الوقت، و لا يستطيعون الاستعانة بكومبارس يؤدي بعض المواقف الخطيرة بدلًا عنهم.

لم تعطهم الحياة الحرية في اختيار ما يناسبهم من تلك الأدوار، بل فرضت عليهم بعضها في معظم الأحيان، سواء أعجبتهم أم لم تعجبهم.

وبالرغم من ذلك، يلعبون كل الأدوار التي وُكلت إليهم بكل براعة، ايمانًا منهم بأن الجمهور سيصفق لهم في نهاية المسرحية.

المفاجأة هي أن مسرحية الحياة ستنتهي و سيسدل الستار، و عندما تفارق أرواحهم أجسادهم سيجدون أنهم افنوا حياتهم في إرضاء جمهور متقلب المزاج لا يعرف الوفاء. عندما يدخلون القبر، سينصرف هذا الجمهور و سينساهم وكأنهم لم يأتوا يومًا إلى هذه الدنيا.

سيكتشفون أن الوحيد الذي كان يستحق أن ينالوا رضاه ومحبته هو من وهبهم تلك الحياة، هو الله سبحانه وتعالى، هو من خلقهم وخلقنا أحرارًا.

جميعنا لسنا مجبرين على قبول أي دور لا يُعجبنا، لسنا مُضطرين لتزييف حقيقتنا وارتداء الوجوه المختلفة لإرضاء الآخرين.

من نرجو رضاه هو الله، هو معنا ويرانا، يعلم ما في قلوبنا ويشعر بنا. فلنمضي مطمئنين، لا خوف على أمانينا وأحلامنا طالما الله راضٍ عنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى