د.أماني نور تكتب: الحوار أساس علاج الخرس الزوجي

بقلم د. أماني نور
استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري والزواجي
الخرس الزوجي من اسباب الخرس الزوجي
– الصمت :غالبا ما يكون الزوج أقرب للميل للصمت وعدم الرغبة في الكلام لمدة طويلة بالمنزل، كل ما يقوم به هو إعطاء بعض الالتزامات فحسب ولكن يفضل الصمت وعدم التحدث مع الزوجة ومن هنا يبدأ الجفاء والخرس الزوجي.
-الاهمال :بين الزوجين وعدم الاهتمام وخاصة في الأشياء والمناسبات الخاصة الاهتمام عند مرض أحدهم والمطالبة بأداء الأدوار دون الاهتمام بتعب أو إرهاق وعدم الاهتمام باحتياجاته العاطفية
إ-دمان مشاهدة التلفزيون واستخدام الموبايل لساعات طويلة دون الاهتمام أو التحدث أو التواصل بينهم
-الخوف من مواجهه الظروف وعدم المناقشة ووضع حلول لمواقف حياتية بينهم تجعل العلاقة تزداد توترا وقلقا وتجعل كلا منهما يتهرب من الآخر ومن الحديث معه.
-قلة الوقت والنزاع المستمر: عدم إتاحة وقت للتحدث والدردشة بعيدا عن جو المنزل وطلبات الاولاد التي لا تنتهى، والنزاع المستمر وخاصة بين عائلة الزوج من أسباب الخرس الزوجي
من اهم أسباب.الخرس الزوجي وأثره علي الزوجين
الخرس الزوجي نهاية غير رسمية لعقد الزواج. وحالة قد تطرق علي علاقة الزوجين بعد مرور سنوات من الزواج وفي بعض الأحيان شهور لتطفيء حياتهما بالتدريج تماما كالمرض الخبيث الذي ينتشر بصمت في أعضاء الجسم حتي يفقدها الحياة.
ما هي أسباب هذا النوع من الصمت السائد..
وكيف يمكن للزوجين التنبه لأعراضه وسرعة معالجتها قبل فوات الأوان؟؟
أن الخرس الزوجي يعد ثاني أخطر أنواع الانفصال بين الزوجين بعد الانفصال العاطفي والفرق بين النوعين يمكن في استمرار حدوث
العلاقة الحميمة بين الطرفين في ظل وجود الخرس الزوجي. بينما تتلاشى تماما في حال الانفصال العاطفي.
وأن الخرس الزوجي أقرب للانفصال النفسي الذي تقتصر فيه العلاقة بين الزوجين علي تلبية الحاجات المادية الملموسة مع طرح المشاعر والأحاسيس الإنسانية جانبا.
وبالتالي يتوصل الطرفان فقط من أجل تناول الطعام أو شراء مستلزمات المنزل أو الحديث عن الأحداث الجارية أو أشخاص آخرين دون الاقتراب من دائرة المشاعر المتبادلة بينهما وفي هذه الحالة تكون العلاقة الحميمة اشبه بعملية بيولوجية.
بحتة تعتمد اساسا علي إشباع الغريزة وتبعد كل البعد عن مشاعر الحب والألفة والرحمة بين الطرفين. يجب فتح مجال للحوار الصريح بين الزوجين لتخطي المشكلة.
ومن أعراض الخرس الزوجي أيضا تحول الأنشطة اليومية إلي افعال روتينية تخلو من من الروح والبهجة والتجديد والمفاجآت مع ملاحظة قلة الكلام بين الطرفين لأية تفاصيل.
ومن أخطر الاعراض التي تنذر بكارثة منتظرة هي تصنع اهتمام الطرفين بعضهما البعض أمام الآخرين. بخلاف طبيعتهما وهم بمنأي عن الناس.
وحول السبب الرئيسي لمشكلة الصمت بين الزوجين .نقص خبرة الطرفين بالطبيعة المختلفة للرجل.والمرأة والفروق النفسية بينهما وبالطرق الصحيحة للتعامل مع كل منهما. يؤدي الي عدم القدرة علي التواصل ومن ثم تفضيل البعد والانفصال
فالابد أن يبذل الشريكان من الجهد ما يمكنهما من فهم لغة جسد الطرف الأخر وترجمتها بطريقة صحيحة .مع فهم طباع شريك الحياة ودائرة اهتماماته والعوامل المساعدة علي تحسين. مزاجه .بجانب الأمور التي تثير
لقد.أكدت بعض الدراسات أن الحالة الاقتصادية والاجتماعية ليست القاسم المشترك في حالات الخرس الزوجي .بل إن الاضطرابات الأخلاقية والجنسية والنفسية لدي أي من الشريكين أو كليهما تعد الأسباب الرئيسية. وهي أمور يمكن علاجها بواسطة المختصصين كالمشكلات الجنسية والنفسية .أو معرفتها أثناء فترة الخطوبة كالسلوكيات غير الأخلاقية نتيجة للتواصل الاجتماعي والدخول في علاقات محرمة. ما يحللها الرجل لنفسه..
العواقب الوخيمة علي الزوجين
فإن استمرار تحمل الزوجين للضغوط الناتجة عن حالة الخرس الزوجي لفترات طويلة .يؤدى إلي ظهور أمراض عضوية مثل الضغط والسكر .فضلا عن العصبية. والتوتر والقلق والأرق..
ومن ناحية أخرى .قد يلجأ أحد الزوجين أو كلاهما إلي الاستعانة بأشخاص جدد لمشاركتهما اهتماماتهما والاستماع لشكواهما ومن ثم قد يفتح ذلك بابا نحو الخيانة الزوجية.
أن الانفصال النفسي للزوجين داخل المنزل يفرغ شحنات سلبية تؤثر علي نفسية الأبناء وتؤدي إلي خلل واضح في شخصياتهم منذ الصغر..كما أن هذا ينعكس علي عدم تقديرهم لوالديهما فيما بعد.
وفي السياق نفسه يؤدي غياب المشاعر وعدم التعبير عنها بين الزوجين إلي وجود أجيال غير اسوياء وغير قادرين علي التعبير عن مشاعرهم أو تكوين أسر متوزانة نفسيا في المستقبل.
ولابد من عدم التهاون في هذا الأمر لان استمرار الحياة مع وجود اعباء نفسية مستمرة وفجأة عاطفية تتسع يوما بعد يوم. من شأنه أن يقود أفراد الأسرة جميعا الي الاضطرابات النفسية. فلابد من فتح مجال للحوار الصريح بين الزوجين والتعاون والاتفاق علي وضع حلول للتغلب على تلك الأزمة مع مراجعة
كل طرف لواجباتة تجاه الطرف الأخر قبل المطالبة بحقوقه اما في حال فشل الطرفين في هذه المهمة .
لابد من استشارة المتخصصين. واخيرا في حال استنفاد كافة الحلول والتأكد من استحالة استمرار الحياة بين الزوجين فالطلاق الرسمي يكون الحل الأمثل. والأكثر إيجابية .بدلا من استمرار علاقات زوجية مشوهة ومؤذية للأسرة والمجتمع والابناء