الزهرة العناق تكتب: كيف نتعامل مع التلميذ الفوضوي و المدلل؟

في فضاء التربية والتعليم، يواجه المعلم أحيانا نوعا من التلاميذ الذين يتسمون بالفوضى و التدلل. هؤلاء التلاميذ ليسوا سوى انعكاس لبيئتهم الأسرية والاجتماعية، إذ قد يكون سلوكهم نتيجة غياب الانضباط أو الإفراط في التدليل. التعامل مع هذا النوع يتطلب حكمة ورؤية شمولية، تضع في اعتبارها حاجات الطفل النفسية والتربوية على حد سواء.
*فهم الجذور النفسية للسلوك
قبل كل شيء، يجب على المعلم أن يتساءل: لماذا يتصرف هذا التلميذ بهذه الطريقة؟
الفوضوية قد تكون تعبيرا عن طاقة مكبوتة، رغبة في لفت الانتباه، أو حتى رد فعل على ضغوطات معينة يعيشها الطفل.
التدلل غالبا ما ينشأ من بيئة أسرية تمنح الطفل كل ما يطلبه دون وضع حدود واضحة، مما يجعله يشعر بأن العالم يدور حوله.
*معرفة الجذور النفسية تساعد المعلم على التعامل بفعالية، بعيدا عن الأحكام المسبقة أو ردود الفعل الغاضبة.
*التعامل بحزم دون قسوة
الحزم هو المفتاح في التعامل مع التلميذ الفوضوي أو المدلل، ولكن دون أن يتحول هذا الحزم إلى قسوة.
*وضع قواعد واضحة: يجب أن يفهم التلميذ حدود التصرف المقبول وغير المقبول داخل الصف، وأن تكون هذه القواعد مكتوبة و معلنة.
*الالتزام بالعقوبات:
إذا خالف التلميذ القواعد، يجب تطبيق عقوبة مناسبة بعيدة كل البعد عن الإهانة، مثل حرمانه من المشاركة في نشاط محبب لفترة مؤقتة.
*تعزيز السلوك الإيجابي
مهم جدا أن يشعر التلميذ بأن المعلم يلاحظ تحسنه، لا أخطاءه فقط.
*التشجيع المستمر:
عندما يلتزم التلميذ بالقواعد أو يظهر بوادر تغيير، يجب مكافأته بكلمات إيجابية أو حوافز صغيرة.
*التوجيه الذاتي:
ساعده على إدراك أثر تصرفاته على من حوله، سواء من زملائه أو المعلم.
*إشراك الأسرة في الحل
لا يمكن تحقيق تغيير جذري دون تواصل مع الأسرة، التي غالبا ما تكون مصدر السلوك.
*النقاش البناء:
بدلا من إلقاء اللوم، على المعلم مشاركة الأهل بضرورة التعاون لتقويم سلوك التلميذ.
*تقديم النصائح:
مثلا التقليل من التدليل المفرط، وتعزيز الانضباط في البيت.
*توظيف الأنشطة التربوية
الأنشطة الصفية يمكن أن تكون أداة فعالة لضبط سلوك التلميذ.
*المسؤوليات الصغيرة:
إعطاؤه دورا قياديا مثل توزيع الكتب أو الإشراف على ترتيب الصف.
*التعبير الإبداعي: قد يجد التلميذ متنفسا لإخراج طاقته في الرسم، الكتابة، أو التمثيل.
*الصبر والإصرار
التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها، خاصة مع طفل اعتاد سلوكيات معينة. الصبر والإصرار على تطبيق الأساليب التربوية الصحيحة كفيلان بتحقيق نتائج مستدامة.
أخيرا وليس آخرا ، التلميذ الفوضوي و المدلل ليس بمشكلة عويصة، بل هي فرصة لبناء شخصية متوازنة وقادرة على التأقلم مع متطلبات الحياة. بفهم خلفياته، ووضع استراتيجيات تربوية مناسبة، يمكن للمعلم أن يحول هذه السلوكيات إلى نقاط قوة، ويترك أثرا عميقا في حياة التلميذ ومستقبله