الدكـــروري يكتب: العاصمة الأولى للدولة الإسلامية

الحمد لله العلي الأعلى، أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، ووفق العباد للهدى، فمنهم من ضلّ ومنهم من اهتدى، نحمده على نعمه وآلائه، ونشكره على فضله وإحسانه، فالخير منه والشر ليس إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ما أحد أصبر علي أذي سمعه منه، يدّعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم، آمنا به، وعليه توكلنا، وإليه أنبنا وإليه المصير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أوذي فصبر، وظفر فشكر، أقام الحجة، وأوضح المحجة، وأرسى دعائم الملة، فمن تبع سنته رشد، ومن حاد عنها زاغ وهلك، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يشنؤهم إلا منافق، أئمة هدى وفضل، ودعاة خير ورشد، ترضى عنهم ربهم سبحانه في قرآن يتلى إلى آخر الزمان، على رغم أنوف أهل البدعة والنفاق.
وارض اللهم على التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد، إن جميع الخلق يشتركون في نعوت متشابهة في الأصل والخلقة ويتبقى فضل العلماء مميزا لهم بين الناس كأنهم شامة في جبين المجتمع على الدوام، وحتى بعد الموت تنال بركات العلم أهله فقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ” رواه مسلم، وتعتبر المدينة المنورة واحدة من أهم المدن الإسلامية حول العالم، فهي العاصمة الأولى للدولة الإسلامية التي تأسست على يد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم كما وتعتبر أيضاً ثاني أقدس المدن بعد مدينة مكة المكرمة، وتقع المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، وتحديدا في منطقة الحجاز، حيث تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة مكة المكرمة.
وتبعد عنها قرابة أربعمائة كيلومتر تقريبا، كما وتقع أيضا إلى الجهة الشرقية من البحر الأحمر، وقد عرفت المدينة المنورة بفضائلها العظيمة بين المسلمين، والتي تميزت بها عن باقي مناطق العالم، حيث تحتوي المدينة المنورة على ثاني أقدس الأماكن الإسلامية حول العالم، وهو المسجد النبوي الشريف، والذي تعادل الصلاة الواحدة فيه ألف صلاة فيما سواه من المساجد، كما ويعتبر هذا المسجد ثاني المساجد التي تشد الرحال إليها، ويحتوي المسجد النبوي الشريف على قبر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى قبري الصحابيين الجليلين أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وكما تحتوي المدينة المنورة على العديد من المعالم الإسلامية المميزة والتي تجتذب المسلمين من كافة مناطق وأنحاء العالم، حيث تعيد هذه الأماكن ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والأمجاد الإسلامية السالفة إلى الأذهان، وتذكرهم بما كان في فترة العهد النبوي الشريف، والعهود الإسلامية العظيمة، ومن أبرز معالم المدينة المنورة هو مسجد قباء، ومسجد الإمام علي بن أبي طالب، ومقبرة البقيع، وجبل أحد، ومقبرة شهداء غزوة أحد، حيث شهدت أرض المدينة المنورة وما حولها عددا من المعارك الإسلامية الهامة، كمعركتي الخندق، وأحد، واللتين خاضهما الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه، وقد ورد ذكر المدينة المنورة في العديد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث تحدث الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم عن فضائل هذه المدينة العظيمة، فمثلا، تعتبر مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم مدينة إيمانية من الطراز الرفيع، يتجمع فيها الإيمان، فتصير بذلك منارة تشع خيرا وبركة على كل من يزورها ويلتجئ إليها.