لبناء الأسرة أهمية بالغة .. الكاتب / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي امتن على عباده بالأسماع والأبصار وكرم الإنسان ورفع له المقدار، واصطفى من عباده المتقين الأبرار، فوفقهم للطاعات وصرفهم عن المنكرات وأعدّ لهم عقبى الدار، أحمده سبحانه فهو الذي خلق المنطق واللسان، وأمر بالتعبد وذكر الرحمن ونهى عن الغيبة ومنكر البيان، فسبحانه من إله عظيم يحصي ويرقب ويرضى ويغضب، وينصب الميزان، يوم تنطق الجوارح وتبين الفضائح، فإذا هم قد أحصيت أعمالهم، وهتكت أستارهم وفشت أسرارهم ونطقت أيديهم وأرجلهم، فأشهد أن لا إله إلا هو الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى الذي لا ينطق عن الهوى، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين أما بعد، 

لقد إمتن الله عز وجل علينا بنعمة.أن خلق لنا من أنفسنا أزواجا لنسكن إليها، ولن تكتمل سعادة الإنسان، ولن يتبدد قلقه حتى يجد شريك حياته الذي يناسبه، ويتوافق معه، ويقاسمه لحظات حياته بما فيها من سعادة أو صعوبات، وإن أساس بناء الأسرة في الإسلام قائم على المودة والرحمة، والمودة تعني المحبة وذلك أن المحبة تؤدي إلى إشباع حاجات ومشاعر صاحبها، والرحمة بمعنى الشفقة والرأفة وهي تؤدي إلى إشباع حاجات الطرف الآخر، وهذا المعنى يؤدي إلى إكتمال البناء النفسي والإجتماعي للأسرة بشكل متوازن، ولكل مجتمع طريقة مختلفة في طرق بناء الأسرة، تختلف بإختلاف الثقافة والعادات والتقاليد والدين، ونحن نجد أن الإسلام أولى تكوين وبناء الأسرة أهمية بالغة لأنها أهم مكونات المجتمع وعليها تبنى الأُمة، وقد حدد ‏الإسلام أهم المواصفات التي بناء عليها يتم إختيار الزوجة.

التي بيّنها حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فحدد أهم شروط إختيار الزوجة وهو دينها، وتلك المواصفات نفسها من المال والحسب والجمال، كذلك تنطبق على إهتمام المخطوبة للخاطب لقبول خطبته، لكن النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم أكد أهمية دينه وخلقه، ويقول أمير المؤمنن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ” إني كنت وجار لي من الأنصار في بني أُمية بن زيد، وهي من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على النبي صلى الله عليه وسلم فينزل يوما وأنزل يوما، فإذا نزلت جئته من خبر ذلك اليوم من الأمر وغيره، وإذا نزل فعل مثله” رواه البخاري، وكذلك كان أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه قال أحد أصحابه ” كنت جالسا عند أبي الدرداء في مسجد دمشق، فأتاه رجل فقال يا أبا الدرداء، أتيتك من المدينة.

مدينة رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدث به عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فما جاء بك تجارة؟ قال لا قال ولا جاء بك غيره؟ قال لا قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض، حتى الحيتان في الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء هم ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورّثوا دينارا ولا درهما، إنما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر ” اللهم أعز الإسلام والمسلمين ودمر أعداء الدين، اللهم من أرادنا وأراد المسلمين بشر وسوء فاجعل كيده في نحره، وإجعل تدبيره تدميرا عليه، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك وإتقاك وإتبع رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى