مرو في العصر الإسلامي.. ماذا تعرف عن عاصمة خراسان ومسقط رأس أشهر علماء الإسلام؟

شهد إقليم خراسان في العصر السلجوقي نهضة علمية كبيرة؛ نتيجة تشجيع السلاطين والوزراء للعلم والعلماء، إلي جانب الرحلات العلمية من إقليم خراسان وإليه، ولقد ساعد علي ازدهار الحياة الفكرية في إقليم خراسان، ما كانت تموج به المدن الرئيسية بالفرق الدينية والتي اتخذت العلم والثقافة هدفًا لها، وترك رجال العلم من السنة والشيعة على حد سواء الكثير من الآثار العلمية والأدبية التي تميز بها العصر السلجوقي، وقد تميزت مدن خراسان في هذا العصر بقوة الحركة العلمية والأدبية، ولعل أشهر تلك المراكز مدينة مرو.

وتُنطق مرو، بفتح الميم وسكون الراء، وواو، وهي عاصمة خراسان، وتعرف بمرو الشاهجان، ومعناها “روح الملك”، بالقرب منها مرو الروذ والروذ بالذال المعجمة، وهو بالفارسية النهر، فكأنه مرو النهر، والنسبة إليها المروروذي وإلي مرو الشاهجان المروري .

وكان بمرو جامعان للحنفية والشافعية يجمعهما سور واحد، كما كان بها عشر خزائن للوقف لم ير مثلها في الدنيا من كثرة ما بها من كتب، ومنها خزانتان في الجامع يُقال لإحداهما العزيزية، وقفها رجل يُقال له عزيز الدين أبو بكر عتيق الزنجاني، وكان فيها اثنا عشر ألف مجلد أو ما يقاربها، والأخرى يُقال لها الكمالية، وبها خزانة شرف الملك المستوفى أبو سعد محمد بن منصور المتوفى عام (493هـ / 1099م)  في مدرسته، وكان حنفي المذهب، ثم خزانه نظام الملك الطوسي .

ولقد قام الكثير من أهل مرو ببناء المدارس؛ مما جعلها من أهم مراكز العلم في العصر السلجوقي، وممن ينسب إليها من الفقهاء: ناصر بن الحسين العمري المروزي الشافعي، مفتي أهل مرو، كان له الفتوى والتدريس والمناظرة، وصنف كتباً كثيرة، وتوفى سنة (445 هـ / 1053 م)، وممن يُنسب إليها أيضاً محمد بن الحسن بن الحسين، أبو عبد الله المروزي، كان إماماً ورعاً عابداً توفي سنة (473 هـ / 1080 م)

ومن المنتسبون إليها من أهل العلم: أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد المروزي، وكان من العلماء العاملين، وصارت إليه الرحلة في طلب العلم بمرو، وهو منسوب إلي مرو الروذ، وتوفى سنة (538هـ / 1142 م)، وممن ينسب إليها أيضاً الفقيه الشافعي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله المروزي، سمع بن البيهقي وعبد الرحمن بن السمعاني توفى بعد (550 هـ / 1156 م) ، وممن ينسب إليها من فقهاء الحنفية: محمد بن محمد بن عبد الرحمن الصفار المروزي، تفقه وسمع الحديث بمرو، وسمع ببغداد من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن سالم الحصين (ت 525 هـ / 1131 م) وتوفى المروزي سنة ( 557 هـ / 1163 م) .

2- سرخس:

بفتح السين والراء المهملتين ثم خاء معجمة ساكنة، وسين مهملة ساكنة، وهي بلدة قديمة من بلاد خراسان، تنسب إلي مرو، وهي بين نيسابور ومرو، وقد خرج منها كير من الأئمة والفقهاء والعلماء، منهم شيخ الشافعية، أبو نصر السرخسي زهير بن علي، تفقه علي الشيخ أبي حامد الأسفرايني، وتوفى سنة (455 هـ / 1063 م)، ومن فقهاء الحنفية، أبو سعد السرخسي، عبد الملك بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد تفقه علي أبيه عبد الرحمن السرخسي المتوقي ( 439 هـ / 1047 م ) ولى قضاء البصرة ، وحدث ببغداد وتوفى سنة (470 هـ / 1077 م) .

ومن محدثي سرخس عبد الرحمن بن أحمد بن محمد النويري المعروف بالزاز السرخسي، نزيل مرو، سمع الحديث من خلق كثير، وأملى ورحل إليه العلماء والأئمة، وكان حافظاً لمذهب الشافعي، وله كتاب كبير في الفقه يفضله أهل سرخس ومرو، وسماه “الإملاء” ، وتوفى سنة (494 هـ / 1100 م)، ومن الوعاظ بها أبو نصر السرخسي، محمد بن ناصر بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي عياض، وُلد بسرخس سنة ( 464 هـ / 1071 م ) وتوفى بها سنة (532 هـ / 1138 م)، وممن ينسب إليها من الأدباء والنحويين: محمد بن الراشدي السرخسي، وكان عالماً بالنحو والأدب، كما كان فقيهاً فاضلاً، يرجع إليه في الفتوى وتوفى سنة (547 هـ / 1153 م) .

3- نسا:

بفتح النون والسين مهملة والألف مقصورة، مدينة بخراسان بين .أبيورد وسرخس، والنسبة المشهورة إلي هذه البلدة النسوى والنسائي، وقد خرج منها جماعة من أعيان العلماء منهم: أبو عمرو النسوى، محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن علي الشافعي، وكان يعرف بالقاضي الرئيسي، درس الفقه بنسا علي القاضي الحسن البراماني النسوى، ثم رحل وحصل علي العلم، وتولى القضاء، بخوارزم، وكان معظماً ومقرباً من سلاطين ووزراء السلاجقة، ثم تولى قاضي القضاة بنسا، وكان له الفضل الوافر في فنون العلوم الدينية وأنواعها الشرعية، وكان لغوياً، نحوياً مفسراً، مدرساً فقيهاً مفتياً، مناظراً وشاعراً، محدثاً، وتوفى سنة ( 478 هـ / 1085 م ) .

ومن المحدثين اللغويين، الشيخ اللغوي أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم النسوى، وكان شاعراً فاضلاً كاتباً، حسن المحاورة، كريم الصحبة، سمع الحديث الكثير في رحلاته، وتوفى بنيسابور سنة (519 هـ / 1125 م) .

4- أبيورد:

بفتح الألف وكسر الباء الموحدة وسكون الياء المنقوطة من تحتها وفتح الواو وسكون الراء في آخرها الدال المهملة، وهي من بلاد خراسان، تقع في ربع مرو الشاهجان، بين سرخس ونسا، والنسبة إليها الأبيوري، وممن ينسب إليها من الفقهاء: شيخ الشافعية أبو سعد عبد الرحمن بن علي بن محمد الأبيوري، تفقه ببخاري، وكان رأساً في الفقه والأصول، وكان يلقب بشرف الأئمة، وُلد بأبيورد سنة (427هـ / 1035 م) ، وتوفى سنة (478 هـ / 1085 م) .

وممن ينسب إليها من اللغويين والأدباء والشعراء والمؤرخين أبو المظفر الأبيوري، محمد بن أبي العباس بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إسحق، كانت له حسنة معرفة باللغة والنسب، كما كان متبحراً في الأدب ولذلك تسلم خزانة كتب المدرسة النظامية ببغداد، وبعد وفاة الأسفرايني (ت 498 هـ / 1005 م) ، ثم رحل إلي أصبهان وتوفى سنة (507 هـ / 1113 م) .

وممن ينسب إليها من المحدثين أيضاً: الشيخ أبو القاسم الفضل بن محمد العطار الأبيوري، راوي الحديث، توفى بنيسابور سنة (518 هـ / 1124 م)، وممن ينسب إليها من الفقهاء أبو القاسم الأبيوري، هاشم بن علي بن إسحاق ابن القاسم، فقيه فاضل عالم، تفقه علي أبي المعالي الجويني، وتوفى بأبيورد سنة (522 هـ / 1128 م) ، وممن ينسب إليها من الفقهاء والمحدثين عبد الله بن ميمون بن عبد الله القاضي أبو محمد المالكاني الكوفنى الأبيوري، كان فقيهاً مبرزاً، له باع طويل في المناظرة والجدل، وسماع الحديث وروايته، توفى بأبيورد سنة (551 هـ / 1157 م) .

5- ميهنة:

بالفتح ثم السكون وفتح الهاء والنون، وميهنة إحدى قرى خابران، ناحية سرخس وأبيورد، وقد نسب إليه جماعة من أهل العلم والتصوف منهم : أبو سعيد بن أبي الخير فضل الله بن أحمد بن محمد الميهني الصوفي، الشيخ الإمام الزاهد، روى عن زاهر بن أحمد السرخسي، وروى عنه إمام الحرمين أبو المعالي الجويني وتوفى سنة (440 هـ / 1048 م) .

وممن ينسب إليها أيضاً: أبو الفتح طاهر بن سعيد بن فضل الله بن أبي سعيد الميهني الصوفي، من بيت التصوف والمشيخة، وكان ذا قدم راسخ في التصوف، وسافر الكثير ولقي الشيوخ ، وتوفى سنة (502 هـ / 1159 م) ، وممن ينسب إليها من الفقهاء أسعد بن أبي النصر بن الفضل الميهني ، وكان إماماً كبيراً في الفقه ، والخلاف ، وتوفى سنة (527 هـ / 1133 م) .

6- ماهيان:

بفتح الميم ، وكسر الهاء ، وبعدها ياء منقوطة من تحتها ، وفي آخرها النون، من قرى مرو والنسبة إليها الماهياني، كان بها جماعة من المحدثين والفقهاء منهم: محمد بن أحمد بن الفضل الماهياني، تفقه بمرو، ثم مضى إلي نيسابور، فأقام مدة عند أبي المعالي الجويني وتفقه عليه وسمع منه ومن غيره الحديث، ثم سافر إلي بغداد وتفقه بنظاميتها، ثم عاد إلي ماهيان إلي أن توفى سنة (525 هـ / 1131 م) ، وممن ينسب إليها أيضاً أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الفضل الماهياني، تفقه بمرو وسمع الحديث ورواه وتوفى بماهيان سنة (550 هـ / 1156 م) .

7- توث:

بضم التاء وسكون الواو والثاء مثلثة، وهي موضعان الأولى من قرى مرو، والأخرى من قرى اسفرايين، وكان بتوث اسفرايين شيخ كبير يقال له: أبو القاسم علي بن طاهر بن محمد التوثى، كان حسن السيرة، سمع الحديث ببغداد، ورواه بتوث اسفرايين وتوفى بها سنة (480هـ / 1087م) ، وممن ينسب إلي توث اسفرايين أيضاً: الشيخ يوسف بن إبراهيم بن موسى أبو يعقوب التوثى الفقيه من أهل العلم (ت 546هـ / 1154 م) .

وممن ينسب إلي توث مرو من العلماء: أبو طاهر التوثى المروزي محمد بن أحمد بن محمد بن مداس التوثى، سمع وحدث، وتوفى سنة (488 هـ / 1095 م)، ومن الفقهاء والمحدثين محمد بن أحمد بن عبد الله بن منصور التوثى المروزي، المعروف بفقيه التوث، كان فقيهاً، صالحاً، عفيفاً متزهداً، متقشفاً، وكتب الحديث الكثير، وتوفى سنة (530 هـ / 1136 م) .

8- سنج:

بكسر السين وسكون النون وجيم ، وأهل مرو يقولون شنك بالشين ، وهي قريتان بمرو ، وإحداهما يقال لها : سنج عباد ، ينسب إليها أبو منصور المظفر بن أرد شير الواعظ العبادي (ت 547 هـ / 1155 م) ، والأخرى سنج العظمى مدينة كبيرة من أعمال مرو ، منها جماعة وافرة من أهل العلم منهم : الشيخ الإمام الحافظ الخطيب ، محدث مرو وخطيبها وعالمها ، أبو طاهر محمد بن أبي بكر محمد بن عبد الله بن أبي سهل ، المروزي السنجي الشافعي المؤذن الخطيب ، سمع خلقاً كثيراً بخراسان والعراق والحجاز وغيرها ، كما حدث عنه السمعاني وكان فقيهاً عارفاً بالحديث وتوفى سنة (548هـ / 1154 م) .

9- خرق:

بفتح الخاء المعجمة والراء وفي آخرها قاف ، وهي من قرى مرو ، بها سوق قائمة ، وجامع كبير حسن ، أخرجت جماعة من أهل العلم ، وممن ينسب إليها من الفقهاء والمحدثين عبد الرحمن بن محمد بن ثابت الثابتي الخرقي ، تفقه بمرو وبغداد وبخاري ، وسمع الحديث ، وحدث به ، ثم حج وجاور مكة ، فأطلق عليه مفتي الحرمين ، ثم رجع إلي خرق وسكنها واشتغل بالزهد والفتوى ، وتوفى سنة (475 هـ / 1082 م) .

وممن ينسب إليها أيضاً : أبو القاسم الخرقي ، جال في بلاد خراسان في طلب العلم ، ثم رجع إلي خرق وأفاد الناس بعلمه ، وتوفى سنة (495 هـ / 1092 م) ، ومن الأئمة أبو بكر الخرقي ، محمد بن أحمد بن الحسين ، تفقه بنيسابور ، وأحكم علم الكلام ، وسمع وحدث ، ثم سكن خرق وأقام علي الإفتاء والوعظ إلي أن توفى سنة (533 هـ / 1139م) .

10- كشمهين:

بالضم ثم السكون ، وكسر الميم وفتح الهاء ، وسكون الياء ، وفي أخرها هاء ، قرية من قرى مرو ، خربها الرمل ، خرج منها جماعة وافرة من أهل العلم منهم : أبو القاسم الكشميهني ، يحيي بن أبي علي بن محمد الحمدوني ، كان فقيهاً مدرساً ورعاً وتوفى سنة (469 هـ / 1076م) ، وممن ينسب إليها من الصوفية: أبو الفتح الكشميهني ، محمد بن عبد الرحمن بن محمد المروزي الخطيب ، شيخ الصوفية ببلده ، روى صحيح البخاري ، توفى سنة (548هـ / 1154م) .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى