فلسطين قبل النكبة.. الصحف المصرية تحذر من أطماع «روتشيلد» في يافا وتل أبيب| صور

حذرت الصحف المصرية، ومنها مجلة “المقتطف” من ازدياد موجات الهجرة اليهودية في فلسطين، وقيام اليهود بتنفيذ مشروعات في مستعمرة تل أبيب وحيفا ومرج عامر، لافتة في نهاية تقريرها المترجم بعنوان “الأحوال في فلسطين” إلى أن الوضع لو استمر على ما هو عليه “سيتحول أهل فلسطين لأقلية في بلدهم”.

جاء تحذير الصحف والمجلات المصرية الناطقة بالعربية فيما يحدث في فلسطين بعد أن نشر الجغرافي البريطاني هرلد شبستون رحلته في فلسطين في الصحف البريطانية عام 1926م، كان شبستون، عضو الجمعية الملكية البريطانية، كان يطلق مسمى “أورشليم” على القدس في رحلته لفلسطين التي كانت قبل نكبة 1948م بـ22 سنة، حيث أشاد بنظافتها ورقيها وبأن نسبة الوفيات فيها كانت تعادل نسبة وفيات لندن عاصمة بريطانيا التي احتلت فلسطين، بل قام بمقابلة الكثيرين من رجال المال اليهود والمهندسين وكتب مشاهداته في الصحف ليظهر مدى رعاية بريطانيا المحتلة لفلسطين آنذاك لليهود ومستعمراتهم لامتصاص خيرات البلاد.

في زياراته لفلسطين، سمع شبستون البارون روتشيلد، أحد أهم رجال عائلة المال والاقتصاد في العالم أجمع، والتي تعرف بعائلة روتشليد، يتحدت عن مستعمرة تل أبيب في إحدى كنائسها، وقال في وصفها: “أغلب من يعيشون فيها هم اليهود، كانت منذ سنوات كثبانًا من الرمال وقام 35 ألف يهودي بالعيش فيها وقاموا بعمل وشوارع واسعة، حدائق تنار الكهرباء فيها، وقاموا بعمل 70 معملًا للنسيج وعمل الأحذية والبرانيط والفلين والمرايا والبطاريات الكهربائية”.

كما قاموا بإنشاء مصنع للطوب، كما أقاموا على نهر العوجا أول بناء لاستخدام الموارد المائية في توليد الكهرباء لإنارة مستعمرة تل أبيب ويافا التي كان بها مستعمرة أنشأها البارون روتشليد منذ 50 سنة، حيث هناك كانت تعصر الخمر، ويبلغ مايستخرج منها من خمور في السنة أكثر من مليون جالون.

وأوضح البارون روتشليد في خطبته، التي دونها الجغرافي البريطاني، أن الزراعة مهمة جدًا في فلسطين، وادعى أن اليهود صاروا يمتلكون 32 ألف فدان في مرج ابن عامر. وزار الجغرافي البريطاني حيفا، وقال إنها مستقبلًا ستصير مرفأ فلسطين، مضيفًا أن اليهود في حيفا ينفقون نحو 20 مليون جنيه سنويًا لإنشاء مشروعات اقتصادية مثل معامل الصابون وصناعة الأسمنت وغيرها، لافتًا إلى أن عدد اليهود في فلسطين بلغ نحو 115 ألفا و151 قبل انتهاء الحرب.

لكن لما دخلت إنجلترا فلسطين كان عددهم قد قل قليلًا حتى بلغو نحو 55 ألفًا و500 وكانوا يملكون قبل الحرب العالمية الأولي نحو 117 ميلًا مربعًا، أي نحو 113 ألفا و280 فدانًا، وهم بعد دخول إنجلترا فلسطين صاروا يمتلكون نحو 319 ميلًا مربعًا أي نحو 204 آلاف و170 فدانًا وصاروا يمثلون نحو سبع السكان في فلسطين.

وأضاف الجغرافي البريطاني أن فلسطين لا تزرع سوى سدس أراضيها؛ “ففي الميل المربع من الأراضي الإنجليزية في فلسطين يعيش 244 شخصًا، أما الميل المربع في الأراضي الفلسطينية الخالصة فلا يعيش سوى 40 شخصًا”.

تعقيب المقتطف

وأضافت “المقتطف”، بلهجة حازمة في نهاية ترجمتها لمشاهدات الجغرافي:”هذا ما رأيناه في مقالة المستر شبستون، فعسى أن ينظر فيه إخواننا الفلسطينيون في مجاراة الإسرائيليين وإلا ضاعت فلسطين منهم للأبد وتحولوا إلى أقلية”، وأضافت أن أحد المهندسين اقترح منذ شهرين أن يستخدم ماء الأردن للري وأن تمتد ترعة من بحر الروم “البحر المتوسط” إلى أن تصل لبحيرة لوط؛ وذلك لاستخراج كهرباء تقدر بنحو 671000 حصان، وتساءلت: هل يليق ألا يكون لسكان البلاد يد في هذا المشروع الخطير؟”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى