محمود المليجي.. الطيب الذي جعلته الشاشة شريرا

بقلم/ رانيا البدرى

 

 

العديد من الأفلام لعب فيها أدوار معروفة تهافت عليها الجمهور واعترف الجميع بفنه وقدرته وعلى الرغم من أنه اشتهر بالأدوار الشريرة على الشاشة ، إلا أنك حين تراه تجده طيبا صادقا يتحدث بهدوء بوجهه الحقيقي الخجول الخالي من المكياج والرتوش والشر.  

وعندما تحدث الفنان محمود المليجي عن ذكرياته قال لن أنسى الفقي في ” كتاب ” باشتك بشارع الجماميز الذي نشأت فيه ، وكان لديه عصا طويلة جدا .. إذا مدها لمس أبعد تلميذ في الفصل ، وبذلك يتمكن من عقابنا جميعا دون أن يتحرك من فوق مقعده.

وفي مدرسة الخديوية كانت هناك فرق نشاط كثيرة ، لكنني اتجهت ناحية فريق التمثيل ، وقد أجرنا مسرح الأزبكية من فرقة فاطمة رشدي ، ومثلنا عليه مسرحية دافيد كوبر فيلد وقمت بدور ميكوبان ، ورأتني فاطمة رشدي فأعجبت بي وعرضت علي الانضمام الى فرقتها والتحقت بها.وعن ذكرياته بالمرحلة الابتدائية يقول جاد أفندي مدرس الرياضة يراني مرتديا زي الفراش .. قفطان وحزام أحمر وطربوش ينادي علي وقد ظن أن هذه وظيفتي في فرقة فاطمة رشدي وليس دورا أقوم بتأديته .وقال ” أيه يابني اللي حصل .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. ” تعجبني الفكرة فأسترسل في تمثيل المشهد المؤثر .. من الظروف يا فندي .. انظر إلى الارض في استحياء ، ثم اتنهد في ألم . جاد أفندي يطلب مني واحد قهوة وحينما اقدمها له ، يمد يده في جيبي ويعطيني خمسين قرشا . بعد دقائق ترتفع الستار ويراني جاد أفندي على خشبة المسرح أؤدي دور الفراش ويفهم المقلب . فيسرع الى الكواليس ويهجم علي طاليا الخمسين قرشا .

انشغلت بالتمثيل عن المدرسة لكني كنت اضطر للخروج من البيت في السابعة صباحا مثل أي تلميذ أتجول في الشوارع حتى ميعاد انصراف المدرسة وأعود إلى البيت أنام حتى ميعاد السوارية ، وفي المساء أخرج بحجة المذاكرة مع صديقي .. ذات مساء أخبرني الفراش بأن رجلين ينتظراني على باب المسرح وفوجئت بهما والدي وعمي .. قال والدي ليه يا بني عملت كده .. أنت مش كان نفسك تطلع ضابط .. على العموم انت حر بس عندي سؤال .. ليه كنت بتاخد مصاريف المدرسة ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى