نهر الليطاني: شريان الحياة وأمل التنمية في لبنان

نهر الليطاني: شريان الحياة وأمل التنمية في لبنان
بقلم : الكاتبة الصحفية دلال ندا
يُعتبر نهر الليطاني أحد أهم الموارد المائية في لبنان وأطولها، حيث يمتد بطول 170 كيلومترًا من منبعه في سهل البقاع حتى مصبه في البحر الأبيض المتوسط قرب صور. يتميز النهر بدوره الحيوي في حياة اللبنانيين، سواء من حيث الزراعة، أو الطاقة، أو تأمين مياه الشرب، إضافةً إلى أهميته البيئية والاقتصادية.
أهمية زراعية وتنموية
لطالما شكّل نهر الليطاني شريان الحياة الزراعية في لبنان. إذ يغذي النهر مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة في سهل البقاع وجنوب لبنان، ما يجعله مصدرًا رئيسيًا لري المحاصيل الزراعية، مثل القمح، والتبغ، والخضروات. يعتمد آلاف المزارعين على مياهه لتحقيق إنتاج مستدام يسهم في تأمين الأمن الغذائي للبنان.
مصدر للطاقة الكهربائية
لعب الليطاني دورًا هامًا في إنتاج الطاقة منذ إنشاء مشروع الليطاني في خمسينيات القرن الماضي. يساهم السدّ الرئيسي للنهر، سد القرعون، في توليد الكهرباء عبر محطات كهرومائية تخدم مناطق واسعة في البلاد. ومع ذلك، تُواجه هذه المحطات تحديات متعلقة بصيانة البنية التحتية القديمة والتلوث.
مورد للمياه ومكافحة الجفاف
نظرًا لزيادة الطلب على المياه في لبنان، يُعد الليطاني مصدرًا أساسيًا لتأمين مياه الشرب والاستخدام المنزلي. إذ يزود العديد من المدن والقرى باحتياجاتها المائية، خاصة في البقاع والجنوب. ولأن لبنان يُعاني من نقص في الموارد المائية، فإن الاستخدام المستدام لمياه النهر يعد أولوية وطنية.
التحديات التي تواجه نهر الليطاني
رغم أهميته الكبيرة، يعاني نهر الليطاني من تحديات جسيمة، أبرزها التلوث الناتج عن النفايات الصناعية والمنزلية غير المعالجة التي تُلقى في مجراه، ما أثر سلبًا على جودة المياه وصحة السكان المحيطين به. كما أن الاستغلال المفرط لمياهه يهدد استدامته، إضافةً إلى تراجع الدعم الحكومي لتطوير بنيته التحتية.
الحلول الممكنة
لمواجهة هذه التحديات، يتطلب الأمر جهودًا متكاملة تشمل:
تطبيق قوانين صارمة لحماية النهر من التلوث.
تحديث شبكات الري وتقليل الهدر.
التوسع في مشاريع المعالجة البيئية وإعادة تدوير المياه.
تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية الحفاظ على هذا المورد الحيوي.
ختامًا
يبقى نهر الليطاني رمزًا وطنيًا يجسد الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن يقدمها للبنان إذا أُدير بطريقة مستدامة. إن الحفاظ على هذا النهر مسؤولية جماعية، ليس فقط من أجل الجيل الحالي، بل من أجل أجيال المستقبل التي تعتمد عليه لتحقيق الأمن الغذائي، والاستقرار البيئي، والتنمية المستدامة.