أخر الأخبار

هوية متجذرة في مواجهة التشويه بقلم حيدر الاداني

هوية متجذرة في مواجهة التشويه

حيدر الاداني

على مر العصور حاول البعض تشويه هوية الإيزيديين و ربطها بمصادر أو أصول لا تمت لهم بصلة مثل هذه المحاولات ليست جديدة بل شهدنا محاولات لربط الإيزيديين بالزرادشتية أو بشخصية يزيد بهدف تقليل مكانة الإيزيديين و تاريخهم العريق وصولاً إلى تضليلهم عن جذورهم

لكن وراء هذه المحاولات أهداف سياسية تهدف إلى طمس الهوية الإيزيدية الواضحة .

في الآونة الأخيرة ظهرت محاولات أخرى تسعى لربط الإيزيديين بكيانات حضارية مختلفة مثل الآشوريين و السومرين ….. استناداً إلى أسماء معابد مثل معبد “إيزيدا” و ربطه بمعبد لالش و كما يُروج لفكرة أن “خودى” هو نفسه الإله “آنو” و أن الطاؤوس الملك يمثل الإله “إنكي” هذه المحاولات تسعى إلى زعزعة الهوية الإيزيدية و دفعها نحو مسارات فكرية و دينية لا تمت لها بصلة

ربط الآلهة أو الرموز الدينية بين الأديان المختلفة قد يظهر في بعض الأحيان نتيجة للتشابهات التاريخية و الثقافية التي كانت سائدة في حضارات الشرق الأوسط القديمة غير أن هذه التشابهات لا تعني وجود صلة مباشرة أو تطابق بين الأديان على سبيل المثال لا توجد أي دلائل ملموسة في الأقوال الدينية الإيزيدية أو المخطوطات التاريخية تشير إلى ارتباط معبد “إيزيدا” بالديانة الإيزيدية كما لا يوجد على جدران هذا المعبد ما يوحي بعلاقة بينه و بين اسم “إيزيدي”.

الديانة الإيزيدية ليست مجرد تقاليد أو شعائر بل هي منظومة إيمانية نقية متجذرة في أعماق التاريخ تحمل هذه الديانة في طياتها رؤية فريدة للعالم و رغم كل المحاولات لتشويهها أو تحريف أصولها فإن الإيزيديين نجحوا في الحفاظ على هويتهم و تراثهم عبر القرون

هي ديانة قائمة بذاتها بعيدة عن الاندماج أو الاستعارة من ديانات أخرى و هي ديانة تنطلق من رؤيتها للوجود و السلام و تؤكد على قيم التسامح و المحبة التي تشكل جوهر منظومتها كل محاولة لربطها بأديان أو حضارات أخرى هي محاولة لتشتيت الإيزيدي عن جذوره لكنها محاولات تبوء بالفشل في ظل إدراك المجتمع الإيزيدي العميق لتاريخه و أصوله .

يبقى الإيزيدي متمسكاً بجذوره العريقة و هويته النقية معتبراً محاولات التضليل التي تتعرض لها ديانته دافعاً إضافياً لتعزيز انتمائه وحمايته و نقلها بأمانة للأجيال القادمة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى