سقطت حلب وستسقط حماة وستقسم سوريا بقلم : لواء / حسام سمير
تحالفات الدول ومؤمرات الحكام ولعبة الكبار وشقاء الصغار ..مازالت مستمرة
وبين ليلة وضحاها يخرج علينا مشهد جديد متكررفى منطقة ما يدمى القلوب ويلهب المشاعر ويؤجج فى الداخل الانسانى كل ماينهك النفس البشرية
تطفو منطقة الشرق الأوسط وسط العالم الكبير وهى تعوم على براكين وحمم ملتهبة تحرق الأبرياء وتبيد الشعوب وتدمر كل ماحولها ..تدفع الشعوب العربية فاتورة حسابات الصراعات الحمقاء ..وغطرسة الهيمنة للدول الكبرى فى عالم يتجمل بالديمقراطية ويخفى وجهه القبيح تحت غطاء دواعى النبل والإنسانية وتبديل الحقائق بينما تتجلى مشاهد القتل والتهجير القسرى وسفك الدماء والابادة الجماعية للعالم بأسره ..وتظهر المؤتمرات والاجتماعات والتنسيقات لقادة العالم وهم يجتمعون هنا أو هناك والابتسامات والمصافحات تعلو وجوههم التى تخفى أشياء أخرى بينما يتنافسون على الفوز بأجمل ربطة عنق فيما بينهم
الدولتان الكبريتان فى العالم يقودنه إلى حافة الهاوية ..بينما الباقون يؤدون أدوارهم وفقا لمكانتهم وقدراتهم ..لم يعد هذا عصر الأنبياء فلقد مضى وولى ..ويبدو أن العالم سيدفع ثمنا باهظا لحماقاته المتكررة واندفاعه المتهور
لقد بدأت بوادر حرب شاملة أشبه بالعالمية تدق أجراسها بينما تنتشر صور البوم المشئوم فى ربوع العرب
اسرائيل وصهيونيتها تمضى فى سبيل أهدافها وهى تجر وراءها أمريكا وتقارع روسيا وتتحدى الجميع ..الحقيقة باتت واضحة وضوح الشمس فى عز النهار حتى أنه من شدتها لاتستطيع أن تفتح عينيك أمام قوتها الغاشمة ولهيبها المستسعر
فى الشهر الماضى حدث تطور تكتيكى عسكرى فى الحرب الروسية الأوكرانية ومع قدوم ترامب واقتراب جلوسه على كرسى الرئاسة فى البيت الأبيض وعلى خلفية فترة رئاسته الأولى وإعلانه عقب الفوز بأنه جاء ليخلص العالم من ويلات الحروب ..أظهر تهديدا جديدا له بتصريح مقلق لدول حلف الناتو بشأن الدعم والمؤازرة والمناصرة
أثار ذلك مخاوف دول القارة العجوز المنتمين للحلف ..وبدأت الحرب فى شرق القارة تأخذ مسارا جديدا فالصواريخ الغربية بدأت تصل لقلب موسكو ..وتمكن الاوكرانيين بأحداث ثغرة مكنتهم من الدخول بريا إلى بعض الأراضى الروسية ..وهو يعنى تغيير استراتيجية الفكر العسكرى من الدفاع إلى الهجوم
وبينما يحدث ذلك هناك ..يحدث شيئا متزامنا هنا قريب منا ..اسرائيل تدك معاقل حزب الله فى الجنوب السورى والجولان وتنظم طلعاتها الجوية لاستهداف مواقع حزب الله ومخازنه ..فيتحرك وفد روسى عالى المستوى متوجها لاسرائيل لايقاف تلك الضربات مقابل سحب قوات الحزب إلى مناطق جديدة بعيدة عن تمركزاتها الحالية
يحدث خللا كبيرا فى ميزان القوى بين فصائل الحرب المنشقة والموالية لأطراف عديدة فى سوريا ..فقد تخلى حزب الله عن مواقعه وبدأ الانسحاب المخيف
وهو ماكانت تعتمد عليه روسيا وبشار فى الحفاظ على الوضع القائم بينما كانت سوريا مقسمة إلى مناطق نفوذ تدعو إلى الحسرة والأسى وتؤكد أن هناك تقسيم قادم ستقره الأطراف المتصارعة ويوثق فى الأمم المتحدة فى تفتيت الأراضى السورية ..خريطة مناطق النفوذ توضح ماحدث لسوريا
منذ اندلاع ماأسموه الثورة وقد أخطأ الحاكم فى تعامله مع الحدث ومعالجته للأزمة واستعان بإيران واستدعى روسيا التى وجدت الفرصة مواتية لأن تكون حاضرة وبقوة فى منطقة الصراع ومزاحمة الوجود الأمريكى ومشاركته الهيمنة ونهب ثروات المنطقة
تمكنت قوات سوريا الحرة وفصائل الإسلاميين المتشددين صناعة الدول الطامعة تركيا وامريكا واسرائيل من الدفع بهذه الفصائل المتمركزة فى مناطق نفوذها إلى الاتحاد والدخول إلى حلب التى سقطت لعدم قدرة الجيش السورى على التصدى لها ..بينما يأتى الدور على حماة
أصبح بوتين فى موقف لايحسد عليه ..فأما أن يدفع بقوات روسية تدعمها ضربات جوية مكثفة لاستعادة الوضع وهو مايؤثر على جبهته الاولى مع أوكرانيا وقد بدأ الاقتصاد الروسى يترنح مع طول أمد الحرب
يبدو أننا سنشاهد قصف نيرانى مكثف لتمهيد الأرض قبل دخول ترامب أرض العرب ليضع اللمسات الأخيرة فى خريطة صفقة القرن..كل المباريات تقام فى ملعب واحد وكما كان العرب يستضيفون على أرضهم كأس عالم الدول المتحاربة دون أن تملك حتى حق التنظيم ..