رئيس “بيروت للأفلام القصيرة”: قررنا تقديم المهرجان رغما عن الحرب

رغم قسوة المشهد في لبنان وما تعرضت له من حرب شرسة أمام الاحتلال الإسرائيلي، فإن السينمائيين تحركوا على الفور بمجرد إعلان قرار وقف إطلاق النار ليواصلوا مهمتهم الثقافية، واستمرار إقامة فعاليات تعبر عنهم وتوصل أصواتهم للعالم، يؤكدون من خلالها حب الحياة ورفضهم للحرب، لذا كانت أولى الفعاليات التي شهدتها بيروت عقب وقف إطلاق النار، انطلاق النسخة الـ18 من مهرجان بيروت الدولي للأفلام القصيرة، برئاسة سام لحود، مؤسس ورئيس مجتمع بيروت السينمائي.
سعى القائمون على المهرجان أن يُحدث إطلاقة محو للصورة السوداء ومنح الأمل، وانطلاقًا من هذه القاعدة عمل فريق العمل على مواصلة التحضيرات واستقبال الأفلام من كل دول العالم، التي وصلت 1200 فيلم من 40 دولة اختير منها 92 فيلمًا، وهو ما يؤكد مدى التأثير الذي تلعبه القوة الناعمة في الوقوف أمام العنف والدمار.
غياب التمويل
يؤكد سام لحود لـ”موقع القاهرة الإخبارية” أن النسخة الـ18 من المهرجان واجهت العديد من التحديات والصعوبات، إذ تسببت الحرب في غياب التمويل والمُعلنين، ولذلك أقيمت النسخة دون أي دعم مادي، واضطررنا كفريق عمل لدعمها من أموالنا الخاصة، إضافة إلى ذلك ما واجهناه من صعوبة التنقل تحت القصف، ما تسبب في إلغاء حضور كل الضيوف الأجانب، بسبب هذه المخاطر.
يضيف “لحود”: “الحرب أثرت أيضًا على الأفلام التي كانت ستشارك في هذه الدورة ومحتواها، ودارت أحداث الأفلام التي تشارك من كل أنحاء العالم حول القصص التي تتضمن الهوية والاحتلال والحرب والظلم والسلام والعدالة، لتكون الأكثر سيطرة، لكن ليس معنى ذلك أننا نقبل مشاركة فيلم فلسطيني دون قدر كبير من الجودة الفنية، وفي كل نسخة من المهرجان نحرص على مشاركة الأفلام العربية، خصوصًا من فلسطين، الأردن، مصر، تونس، المغرب، السعودية، العراق، وسوريا، وفقًا للجودة الفنية في أفلام العام، وفي هذه النسخة حصد أحد الأفلام الفلسطينية جائزة مسابقة الأرض والسلام والعدالة.
الانتظار ممنوع
تخوف ضيوف المهرجان للمشاركة فيه دفع الإدارة لإلغاء استضافة الضيوف، وحول ذلك يقول سام لحود: “ألغينا استضافة الضيوف الأجانب لأن المهرجان شارك فيه 92 فيلمًا من 40 دولة، ويتضمن أربع مسابقات هي مسابقة أفلام الطلاب اللبنانيين، مسابقة الأرض والسلام والعدالة، التي شارك فيها العديد من الدول، والمسابقة الرسمية، ومن شاركوا معنا كان عبر برنامج “زووم”.
وتساءل البعض عن أسباب عدم انتظار إدارة المهرجان لحين هدوء الأوضاع وقرار وقف إطلاق النار، ليؤكد “لحود”: “كنا قررنا أننا لن ننتظر انتهاء الحرب لأنه ببساطة ليس لدينا أي توقعات بانتهائها، وبالمصادفة يوم افتتاح المهرجان 26 نوفمبر الماضي، وخلال كلمتي الافتتاحية قلت إن الحرب ستتوقف اليوم، وإن لم تتوقف اليوم فستتوقف غدًُا، وكان ذلك بطريقة رمزية وبالتزامن مع هذه الكلمات وصلنا رسالة إعلان وقف إطلاق النار وانتهاء الحرب، ولكننا لم ننتظر لأنه لا يمكننا الانتظار، فنحن في مجتمع بيروت السينمائي الذي ينظم المهرجان وغيره من المهرجانات، نؤمن بأنه لا يجوز أن نؤجل أو نلغي ولكن ننظم الأمور في وقتها ونتمنى أن تساعدنا الظروف على الرغم من صعوبتها، وبإرادة الله انتهت الحرب يوم افتتحنا المهرجان، وأتمنى انتهاء حرب فلسطين وسوريا أيضًا”.