إستراتيجية القائد المسلم خالد بن الوليد .. الكاتب / محمـــد الدكـــرورى

 

الحمد لله ثم الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، نحمده سبحانه أحاط بكل شيء خبرا، ونحمده بأن جعل لكل شيء قدرا، وأسبغ علينا وعلى العالمين من حفظـه سترا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله رحمة للعالمين كافة عذرا ونذر، اللهم صلي على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم ووالاهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد، ذكرت المصادر التاريخية الكثير والكثير عن موقعة اليرموك التي دارت بين المسلمين والبيزنطيين وقيل أنه أجبرت إستراتيجية القائد المسلم خالد بن الوليد الإنسحاب من الأراضي المحتلة وجمع كل الجنود لمعركة واحدة حاسمة أجبرت البيزنطيين على جمع جميع جيوشهم في جيش واحد كرد فعل طبيعي. 

وكان البيزنطيون يتجنبون لعقود الإشتباك في معارك حاسمة ذات نطاق واسع، وخلق تجميع قواتهم سوية توتر لوجستي والذي كانت لم تكن الإمبراطورية مستعدة له، وكانت دمشق القاعدة اللوجستية الأقرب، ولكن لم يتمكن أمير دمشق منصور من دعم الجيش البيزنطي الهائل الذي تجمع في سهل اليرموك، لهذا فإن عدة اشتباكات قيل أنها حدثت بين الجيش البيزنطي والسكان المحليين حيث كان الصيف في نهايته ولا مفر من رعاية الماشية لدعم الجيش، وإتهمت مصادر في القصر البيزنطي ماهان بالخيانة العظمى كونه عصى أوامر هرقل بعدم خوض المعركة بنطاق واسع مع العرب وبإعطاء الأثر البعيد لجيوش المسلمين في اليرموك، رغم ذلك، لم يكن لدى فاهان الكثير من الخيارات إلا أن يرد بلطف. 

وكانت العلاقات بين القادة البيزنطيين مفعمة بالتوتر أيضا، حيث كان هناك صراع على القوة بين تروثوريوس وفاهان وجاراجس وقناطير، وقد تم تجاهل جبلة بن الأيهم قائد العرب المسيحيين بشكل كبير، الأمر الذي أضر بسير المعركة لجهل البيزنطيين بطبيعة الأرض المحلية، ولهذا فقد ساد جو من عدم الثقة بين اليونان والأرمن والعرب المسيحيين، وكان جيش البيزنطيين يتألف من خمسة جيوش، حيث قاد ماهان أو فاهان ملك أرمينية جيشه الأرمني، وقاد الأمير قناطير السلافي أو الروسي جيشه من الشعوب السلافية وكان ملك الغساسنة جبلة بن الأيهم الغساني على رأس جيش المسيحيين العرب وكلهم من راكبي الخيول والجمال، وكانت الجيوش الأوروبية كاملة تحت قيادة غريغوري ودريجان. 

حيث تولى دريجان قيادة الجيوش مجتمعة، كما شارك تيودوروس شقيق القيصر هرقل في المعركة، وهو تذارق بالمراجع العربية، وكذلك دارقص أو سقلاب، وكان خصي لهرقل قاد الآلف من المقاتلين الروم، وكان جند غريغوري على ميمنة جيوش الروم وقد ربطوا أرجلهم بالسلاسل تعبيرا عن تصميمهم على الصمود تحت كل الظروف، ورمزا للشجاعة، كما أن السلاسل يمكن أن تستخدم ضد خيول المسلمين في حال حدوث خرق في صفوف جيش غريغوري، وهذا ماجعل حركة الجنود بطيئة على كل الأحوال، فاللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا، اللهم انا نسالك الهدي والتقي والعفاف والرضا حتي الممات، اللهم ارنا الحق حقا وإرزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وإرزقنا إجتنابه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى