يهب الله الطيور غداءها لكن لابد أن تطير إليه .. بقلم د / سعاد حسني

 

من حكمة الله – عز وجل – أنه جعل لكل شىء سبباً؛ فالإنسان لا يأكل إلا عندما يحس بالجوع، ولا يشرب إلا عندما يحس بالعطش، كذلك هو لا يبكي إلا إذا شعر بالألم، والحزن، والكرب، وكثير من الأسباب الأخرى . هكذا هي الحياة عبارة عن أسباب نأخذ بها لنحقق أهدافنا. حتى الطير فقد يطير أميالا قد تصل إلى ألاف مؤلفة؛ للبحث عن غذائها. وهو في أثناء ذلك يسعد بكل خطوة يخطوها؛ لأنه يعلم علم اليقين أنه لا يحصل على هذا الغذاء إلا بالسعي إليه. ويكون في فرح وسعادة عند عودته؛ لأنه حصل على ما يريد، وينام في عشه، وهو مطمئن؛ ليصبح ويواصل رحلة الحياة. إذن لماذا يتقاعس أناس كثيرون عن عملهم، ويحيدون عن أهدافهم، ودائما وأبدأ يرمون أخطاءهم على غيرهم، وكأنهم يريدون عصا سحرية؛ لتدق لهم وتحقق أحلامهم. – وهذا طبعا من المستحيل – ؛ لأن عصر المعجزات قد انتهى، ولهذا يقول – جل شأنه –

“إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة” . كذلك عالم اليوم لا ينتظر أحد حتى يفوق من غغلته وكسله، بل هو عصر متسارع متلاحق بلا هوا دة، ولا مكان فيه للكسول. فكل إنسان عليه أن يعمل ما عليه: فالطالب عليه أن يذاكر وبجتهد حتى ينال النجاح ، ولا ينتظر الغش ويعتمد عليه؛ لأن ما يبني على باطل فهو باطل. كذلك كل فرد في المجتمع عليه أن يقوم بواجبه تجاه نفسه، وتجاه الأخرين، وأن يكون هذا العمل على أكمل وجه كما أمرنا الرسول (ص) ” إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”. فعلينا أن نأخذ بأسباب النجاح والتميز. وعلينا أن نسلك الطريق المستقيم لتحقيق هذا النجاح والتميز. وعلينا أن نكون قدوة للأخرين؛ لتستقيم الحياة، ونسعد بثمارها. وتأكد أن الطير لا يحصل على غذائه إلا عندما يسعى إليه. ولكن أن تكون على يقين أن الأخذ بالأسباب لا يعني لنا أن نترك المسبب – عز وجل شأنه – فهو الذي يعلم صلاح هذا الهدف من عدمه لنا، وهو الذي يعلم التوقيت المناسب لتحقيقه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى