دركات الحماقة والوقاحة .. بقلم الكاتب/ محمـــد الدكـــرورى

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين الحمد لله الكريم الوهاب، الحمد لله الرحيم التواب، الحمد لله الهادي إلى الصواب مزيل الشدائد وكاشف المصاب، الحمد لله فارج الهم، وكاشف الغم مجيب دعوة المضطر فما سأله سائل فخاب يسمع جهر القول وخفي الخطاب أخذ بنواصي جميع الدواب فسبحانه من إله عظيم لا يماثل ولا يضاهى ولا يرام له جناب هو ربنا لا إله إلا هو عليه توكلنا وإليه المرجع والمتاب، وسبحان من انفرد بالقهر والإستيلاء، واستأثر بإستحقاق البقاء، وأذل أصناف الخلق بما كتب عليهم من الفناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شيك له وأشهد ان محمد عبده ورسوله ثم أما بعد، إن الحياء هو سياج منيع من الوقوع في المعاصي والمحرمات، وهو علامة حياة القلب.
كما أن إقتراف القبائح والمنكرات دليل على موت القلب، فقال ابن القيم رحمه الله الحياء مشتق من الحياة، فمن لا حياء فيه فهو ميت في الدنيا، شقي في الآخرة، وبين الذنوب وقلة الحياء وعدم الغيرة تلازم، فكل منهما يستدعي الآخر ويطلبه” لذا فإن الإنسان إذا تعرى من الحياء ولم يتخلق بخلق الحياء، فلا تسل عما سيقترفه من رذائل، ولا تعجب مما سيرتكبه من حماقات، فقليل الحياء لا يأبه بدنو همته، ولا يبالي بسفول قدره، ولا يجد ما يبعثه على التحلي بالفضائل، ولا ما يقصره عن الرذائل، فإنه إذا فقد حياءه سينطلق في تحصيل شهواته غير آبه بحق الله ولا بحق الناس، وسيهوي في دركات الحماقة والوقاحة، فلا تزال خطواته تقوده من سيئة إلى أخرى حتى يصير بذيئا جافيا منغمسا في قبائح الأفعال وسيء الأقوال.
أما الذي يستحي من الله تعالي فإنه إذا إعترضته شهوة أو فتنة، ردها بما رد به يوسف عليه السلام على امرأة العزيز، كما قال تعالي ” قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون ” فما الذي جعل الكثير من الناس يتجرؤون على محارم الله وحدوده؟ إنه قلة الحياء، وإنه غياب الحياء من الله عز وجل، وهذا عن حياء الرجال، فماذا عن حياء النساء؟ فانظري أختي المسلمة إلى هؤلاء النساء العفيفات الطاهرات وكيف كان حياؤهن فها هي إبنة الرجل الصالح الذي إستضاف موسى عليه السلام، وهي مثال عالي في الحياء والطهر للمرأة المسلمة، إنها ابنة رجل صالح تنحدر من بيت كريم ينضح بالعفاف والطهارة والصيانة وحسن التربية، وكفاها شرفا ثناء الله عليها في كتابه الكريم، ووصفها الله عز وجل أنها جاءت نبي الله موسي علي إستحياء.
فإن مشية الفتاة الطاهرة الفاضلة العفيفة النظيفة حين تلقى الرجال على إستحياء، في غير تبذل ولا تبرج ولا تبجح ولا إغواء، بل ننظر إلي حياء السيدة فاطمة رضي الله عنها، بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم، حياء أم المؤمنين السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما، وإعلمي أن تبرجك دليل على نزع الحياء منك وأن نزع الحياء منك عقوبة من الله عز وجل، حيث قال مالك بن دينار ما عاقب الله تعالى قلبا بأشد من أن يسلب منه الحياء، فهل ترضى المرأة المسلمة أن تكون من الصنف الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال ” الكاسيات العاريات ” فمن أعظم الحياء هو محافظة المرأة المسلمة على كرامتها وحشمتها ومراقبة ربها وحفظ حق بعلها، والبعد عن مسالك الرّيبة ومواطن الرذيلة، لئلا يغيض ماء الحياء ويذهب بالعفاف والبهاء، فاتقين الله يا نساء المؤمنين، والتزمن العفاف والحياء فذلك خير وأبقى.