الأوضاع في سوريا بعد سقوط بشار والغارات الإسرائيلية الأخيرة

الأوضاع في سوريا بعد سقوط بشار والغارات الإسرائيلية الأخيرة
بقلم: الكاتبة الصحفية دلال ندا
شهدت الساحة السورية تطورات متسارعة عقب الإعلان عن سقوط نظام بشار الأسد من قبل بعض فصائل المعارضة المسلحة، حيث تم تحرير المعتقلين من السجون، ما أثار ردود فعل متباينة على الصعيدين المحلي والدولي. بينما تتصاعد الدعوات لتشكيل حكومة انتقالية، لا تزال الأوضاع الأمنية والإنسانية مضطربة وسط غموض بشأن المستقبل السياسي للبلاد.
على صعيد متصل، كثّفت إسرائيل غاراتها الجوية على أهداف داخل سوريا، مستهدفة مواقع يُعتقد أنها مرتبطة بإيران وحزب الله، بما في ذلك منشآت عسكرية جنوب دمشق. أسفرت الغارات عن سقوط ضحايا مدنيين وعسكريين، وزادت من توتر الأوضاع في المنطقة. تأتي هذه الضربات في سياق التصعيد الإسرائيلي ضد وجود حزب الله في سوريا، حيث تسعى إسرائيل لمنع تعزيز قدرات الحزب العسكرية.
إضافة إلى ذلك، أفادت تقارير بتحركات عسكرية إسرائيلية غير مسبوقة في هضبة الجولان، تضمنت إزالة الألغام وإقامة تحصينات جديدة داخل المنطقة المنزوعة السلاح، مما يعكس استعدادات لتوغل محتمل أو تعزيز السيطرة في المنطقة الحدودية. هذه الخطوات تهدف إلى مراقبة تحركات حزب الله ومنع تسلل المقاتلين، في إطار استراتيجية جديدة لإسرائيل لفرض السيطرة الإقليمية وتوسيع نفوذها.
الدعوات الدولية لوقف التصعيد ما زالت مستمرة، مع مخاوف من أن تؤدي هذه التطورات إلى مواجهة إقليمية أوسع، بينما تتباين المواقف بين الأطراف الدولية حول دعم استقرار سوريا واحترام سيادتها.
الآثار الإقليمية والتحديات الدولية
التصعيد الأخير في سوريا يثير قلقًا متزايدًا بشأن تأثيره على الاستقرار الإقليمي، خاصة في ظل التوترات المستمرة بين إيران وإسرائيل. تسعى إيران إلى تعزيز وجودها في سوريا رغم الغارات الإسرائيلية المستمرة التي تهدف إلى تقويض البنية التحتية العسكرية الإيرانية وحزب الله. في الوقت نفسه، تحاول دول مثل روسيا والولايات المتحدة تحقيق توازن بين مصالحها الجيوسياسية ودورها في الحفاظ على استقرار المنطقة، مع دعوات متكررة لوقف التصعيد وتجنب مواجهة أوسع قد تشمل أطرافًا إضافية.
الملف الإنساني وتحديات المستقبل
على الجانب الإنساني، تفاقمت الأزمة مع تصاعد أعمال العنف والغارات، ما أدى إلى تهجير مزيد من العائلات من المناطق الحدودية وداخل سوريا نفسها. تعمل المنظمات الدولية على تقديم المساعدات للمناطق المتضررة، لكن التحديات كبيرة بسبب انعدام الأمن وضعف البنية التحتية في مناطق الصراع.
التوقعات والسيناريوهات المحتملة
تشير التحليلات إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد استمرار الغارات الإسرائيلية واستهداف مواقع عسكرية حساسة، بينما يسعى الفاعلون الدوليون إلى احتواء الصراع ومنع انجرار المنطقة إلى حرب شاملة. مستقبل سوريا يبدو ضبابيًا مع غياب خارطة طريق واضحة للانتقال السياسي، حيث يعتمد الاستقرار على قدرة الأطراف الداخلية والخارجية على الوصول إلى توافق حول شكل النظام السياسي القادم وضمان سيادة البلاد.
تظل الأيام القادمة حاسمة، حيث ستتضح المسارات التي ستتخذها القوى المحلية والإقليمية والدولية في التعامل مع التحديات القائمة في سوريا، سواء على مستوى الحل السياسي أو في ظل استمرار التوترات العسكرية.